Chapter ١٧

.

ريم : "لطيفة لا تفكين ايدي"

"ما فكيتها هذاي ماسكتك"

ريم: "الحين.. بس بعدين لا تفكينها"

"مارح افكها ابد"

ريم: "لا تتركيني بلحالي"

"مانيب تاركتك لاتخافين"

ريم: "لطيفة"

"مانيب تاركتك"

"لطيفه! لطيفه!"

فتحت عيوني: "بسم الله"

امي: "وشفيك بسم الله عليك"

"ولا شي.. "

امي: "قومي يما الدنيا صارت عصر"

"ان شاءالله.. الحين اقوم.."

امي: "بروح بيت جدتك يمه ماتبين تجين؟"

"لا مالي خلق"

امي: "والله تسأل عنك مايجوز كذا تقطعينها"

"بروح لها ان شاءلله بس الحين مالي خلق عندي موعد اصلا"

امي: "طيب اللي يريحك"

تحممت و بدلت لأن كان عندي موعد للدكتورة.

شفت جوالي. محد اتصل ولا شي.

حطيته بالشنطة و نزلت.

"يبا انا بروح للدكتورة تامرني على شي؟"

ابوي: "سلامتك بابا ديري بالك على نفسك"

"ان شاءلله.."

و طلعت.

حاكيت الدكتورة.

-هلا لطيفة

-هلا دكتورة، انتي موجودة؟ بالطريق انا الحين

-ما اتصلو عليك؟ قلتلهم يعلمونك.. اسفه عندي دورة اليوم..

-اوه.. لا عادي اصلا توني طالعة.. متى نخليه طيب؟ 

-بكره اذا يناسبك؟

-خلاص نشوف ان شاءلله..

رحت ستاربكس. مالي غيره.

طلبت قهوتي.

عطاني الكوب.

مرسوم عليه قلب.

"هذا حقي؟"

-"ايه" ابتسم.

"شكرا، "

-العفو، متى بتجين تداومين؟"

"مدري.. مافيني الحين.. بعدين لسا عندي شهر و شوي.."

-"ايه بس ان شاءالله اكون موجود" ابتسم.

"ان شاءلله.. "

-"فيك شي؟"

ناظرته، "انا؟"

-"ايه؟"

كأنه يمون بزيادة؟

"لا، شكرا على القهوة، مع السلامة"

و طلعت.

وش فيه هذا؟ 

يعني من اول يوم شفته و هو كذا

يرسم قلوب و يتميلح

هو طبيعي كذا ولا قدامي بس؟

وانا طالعة نزل سعد من سيارته اللي كانت سافطة ورا سيارتي.

سعد: "صح النوم"

ابتسمت: "من وين طلعت انت"

سعد: "للحين ماتعودتي؟"

"تعودت بس للحين تروعني.. احس فيك جني بسم الله"

ضحك.

سعد: "ايه؟ وش عندك اليوم؟"

"ماعندي شي، كان المفروض موعد الدكتورة اللي امس الغيته يصير اليوم بس هي مشغوله.."

سعد: "طيب تغديتي؟"

"توني صاحية،"

سعد: "تبين نروح نتغدى؟"

"توني صاحية موب جوعانه.." ابتسمت.

سعد: "نشرب قهوة؟ تبين نرجع ندخل ستاربكس؟"

عند الموب صاحي اللي جوا؟ لا.

"لا لا ماودي.. انت جوعان؟"

سعد: "انا ودي اردلك اللي سويتيه امس لجوجو.. للحين متشققة عقب امس.. تسألني عنك الصبح"

ابتسمت: "وشدعوة والله انا استانست اكثر منها"

سعد: "تبين نروح مره ثانية نشتري العاب؟"

ضحكت: "حرام عليك احسك تحسني بزر مره عقب امس"

سعد: "لا والله بس ابي اوديك مكان اليوم"

"اممم.. طيب نروح مطعم مايخالف.. انت تاكل وانا اشرب قهوتي"

سعد: "حلو يلا مشينا، بسيارتي ولا بسيارتك؟"

"كل واحد بسيارته؟"

سعد: "لا قروشه.. سيارة وحدة،"

"خلاص سيارتك"

سعد: "طيب، تفضلي.."

ركبت بجبمه.

اول ما جلس طلع من الدرج اللي بجمبه عطر.

سعد: "ممكن؟"

"وشو؟"

سعد: "ممكن احط منه؟ ماتحبين ريحته"

ضحكت: "امزح معك ريحته عادية.. بس يوم كنت اكرهك كانت ريحته شينه"

سعد: "كنتي تخوفين هذاك اليوم"

"دخلته بعيوني وش تبيني اسوي"

ضحك.

" يا الله كنت اكرهك بشكل مو طبيعي، كانك وش مسوي لي"

سعد: "صدق ليه كنتي تكرهيني"

"مدري كنت كذا تقهر، يعنني انا الغامض اللي وين ماتروحين اطلع لك"

ضحك.

"والله كنت تقهر وع"

سعد: "والحين ما اقهر؟"

"يعني الحين هاه، شوي تقهر"

سعد: "وشلون ماصير اقهر؟"

"تقولي ليش تلاحقني و تصير تجنن"

سعد: "ايه صح اليوم رحت كملت شغل امس"

غير الموضوع ..

"صدق! الحمدلله وشلون صار؟"

سعد: "سهالات الحمدلله خلصنا كل البيوت اليوم"

"ماشاءلله مره زين، الله يعطيك العافية و يجعلها بميزان حسناتك ان شاءلله"

سعد: "امين، ايوا وش صار على ام ريم"

" قالت لي الويكند بتكون هنا،"

سعد: "يعني اليوم"

"ايه يمكن تكون موجودة، برسلها مسج"

-السلام عليكم خالة، موجودة بالبيت؟-

"ارسلت"

سعد: "طيب نروح نشتري لها غدا؟"

"لا انت تغدا قبل"

سعد: "اوصلك و اتغدا"

"طيب وصلني سيارتي و اروح انا"

سعد: "لا ابوصلك انا بيتهم و اخذك منه بعد وبعدين اوديك سيارتك، لانه بكل الحالتين بكون معك"

ضحكت: "رجعنا لليعنني انا الغامض"

ضحك.

"سعد، قلتلك اياها امس و بقولها اليوم.. شكراً.. شكراً لانك ماتعاملني مثلهم.. شكراً لانك تعاملني نفس ما اتمنى الناس تعاملني بالضبط.."

ابتسم.

جاني مسج من ام ريم.

-ايه حبيبتي بالبيت، حياك-

"ردت، تقول بالبيت"

سعد: "حلو، من وين نجيب غدا"

"مدري اي مكان"

سعد: "هي وش تحب"

"اممم.. اذكر ريم كانت تتحلطم دايم ان امها دايم تسوي اكل هندي و دايم توديهم مطاعم هندية"

سعد: "طيب تعرفين مطعم قريب؟"

"لا والله ماحب الهندي انا ماعرفله.."

سعد: "طيب شوفي بقوقل مابز"

"اوكي لحظة، .... ايه جمب بيتهم فيه، شوف هذا بيتهم و المطعم النقطة الحمرا"

سعد: "زين يلا مشينا"

طلع عطره و تعطر.

ضحكت.

سعد: "وشو وشفيك"

"لا لا سلامتك مافيني"

وصلنا المطعم، 

سعد: "طيب وش تحب بالضبط"

"مادري اكل هندي"

سعد: "ايه ادري اكل هندي بس وشو"

"مدري والله.. اي شي"

سعد: "طيب، انا بنزل وبترك المفتاح بالسيارة، سكري الباب اذا نزلت"

"ان شاءلله"

و نزل.

وانا قاعدة بالسيارة

دق جواله.

-محمد-

عقب ما وقف يدق ارسل مسج.

ماقدرت من اللقافة ناظرت الجوال اشوف المسج.

" سعد المدير يسأل عنك وينك يابن الحلال ترا وصلت معه صدق، تراه طول باله عليك كثير، يعني ما استبعد يفصلك! تعال و اسمع كلامي واترك عنك الهبال الم......"

رجعت الجوال مكانه.

جا سعد.

سعد: "حطيته ورا لا يبرد وديه لها و هو حار احسن"

"سعد، دق عليك صديقك تو"

شاف جواله: "ايه بثر ماعليك منه"

"قريت المسج.."

ناظرني.

"ادري ملقوفة انا اسفه، الهبال يقصدني انا صح؟"

سعد: "مايعرفك علشان يقصدك"

"بس قصده اللي تسويه الحين صح؟ يعني صدق سعد اللي يشوفك يقول عاطل ماعندك لاشغلة ولا مشغلة غير تقعد ملاحق وحدة شفتها صدفة بالشارع، مادري وش الپوينت يعني صدق"

سعد: "قلتلك ليش الاحقك"

"ماقلتلي السبب الصدقي"

سعد: "اني احميك كان قبل السبب الصدقي"

"طيب نتفق اتفاق، انت تداوم مثل الناس الطبيعين، وانا اقولك كل مكان اروحله و كل شي يصير لي، كأنك ملاحقني يعني، و بنفس الوقت ما تنفصل من شغلك"

سعد: "و الاتفاق هذا يشمل تركي؟"

"انت وش عليك من تركي؟ انت ما لحقتني علشان تركي"

سعد: "احميك من كل شي يأذيك"

"و تركي ما بعمره اذاني"

سعد: "بالله عليك مابعمره اذاك؟ اللي سواه فيك موب اذية؟"

"اللي سواه فيني شي بيني و بينه"

سعد: "ايه اذاك كفاية، صار وقت احد يحميك من اذيته"

"ماطلبت منك تحميني سعد"

سعد: "موب لازم تطلبين! ما انتظر تطلبين انا"

"مابيك تتدخل بحياتي الخاصة غصب يعني!"

سعد: "موب قاعد اتدخل، قاعد احميك من واحد حقير، بس"

"سعد.. انا احب تركي وما ارضى عليه، لو سمحت لا تتدخل بيني و بينه"

سكت.

ناظر قدامه و مشى بالسيارة.

"سعد لا تسفهني"

سعد: "ما سفهتك، بس بحميك منه ما انتظر شورك، لو انه يحبك مثل ما انتي تحبينه ماسوى فيك اللي سواه"

"اللي بيني و بينه مالك شغل فيه! انت ترضى احد يتدخل بينك و بين اللي تحبها!"

سعد: "ما ارضى.. بس لو كنت انا احبها و هي ماتحبني.. اذا كانت تأذيني.. برضى احد يتدخل" 

سكت ماحكيت ولا كلمة الى ما وصلنا.

نزل هو يجيب الأكل.

نزلت و رحت له.

مديت ايدي.

سعد: "وشو هذا"

"مفتاح سيارتي، ابيك تجيبها لو سمحت ابرجع فيها للبيت"

سعد: "و الفلوس هذي وشو؟"

"حقت الغدا"

سعد: " خلاص ماله داعي"

"الا له داعي! خذها ولا مانيب ماخذة الأكل"

سعد: "لطيفة"

"خلاص ابحاكي سواقنا يجيب لي اكل خل اكلك عندك"

سعد: " أصلاً اللي معك اكثر من حق الأكل"

"حق الالعاب اللي شريتها امس"

سعد: " كذا يعني؟"

"بتاخذها ولا؟"

اخذها و اخذ المفتاح.

وعطاني الكيس.

مشيت شوي بعدين وقفت.

التفت: "و ايه صح، ياليت ترجع لايام اللي كنت احس فيك ماشوفك، كانت مريحة أكثر، ماعدت استحملك الحين"

و دخلت البيت.

قعدت مع أم ريم ،

بيت ريم اللي أول مره ازوره عقب الحادث ..

-"والله يايمة سامحيني انشغلت ولا سألت عنك.."

"انا اللي سامحيني يا خاله.. انا اللي لازم اسأل موب انتي"

-"اللي صار غيرنا كلنا.. "

"الله يرحمها.. انتو وشلونكم؟ وشلون اخوانها و عمي وشلونه"

-" الحمدلله .. كلهم بخير.. انتي وشلون جامعتك؟ تخرجتي صح؟"

"لا .. هذا السمستر ان شاءلله.."

-"ليه؟ ريم كانت اكبر منك؟"

"لا كبري.. بس السمستر اللي راح ما .."

-" اه فهمت.. يلا هذا ما بقاله شي ولا؟"

"ايه خلاص كم شهر بس .."

-"يلا الله يوفقك ان شاءلله و نشوفك خريجة و نفرح فيك"

"امين"

-"يمه انا عن اذنك ابروح اصلي بغرفتي.. خذي راحتك البيت بيتك"

قبل تقوم قلت : "خاله ممكن اروح غرفة ريم؟"

-" ايه يمه ممكن"

" اغراضها موجودة ؟"

-" كل شي موجود .. الخدامة تنظفها كل يوم الصبح.. نفس لما كانت ريم فيها .. ما كأن شي تغير .. "

راحت

و رقيت انا غرفة ريم ..

موب انا بس اللي أعامل ريم كأنها حية ..

أهلها يسوون نفس الشي .. 

جلست على كرسي التسريحة ..

حطيت ايدي على المراية .. 

مسحت بأيدي على البرواز المعلق اللي فيه صورتها،

صورة تخرجها من المدرسة ..

جلست على السرير ..

شميت المخدات ..

فتحت الدولاب .. 

مسكت الملابس ..

كل لبس و له ذكرى .. 

هذا كانت لابسته اليوم الفلاني .. 

هذا كانت لابسته بالمكان الفلاني .. 

هذا اللي شرته من المكان الفلاني .. 

فتحت الدرج ..

عطرها ..

كانت ماتحب تغير بالعطور ..

عطر واحد من عرفتها و هي تحبه ..

ولا بعمرها غيرته ..

عطرها اللي ودي امسحه من الدنيا .. 

عطرها الي سبحان الله، الناس كلها صارت تحطه يوم توفت..

...

..

.

حكاية الصبية التي عبرتني و نسيت روحها البيضاء فيني ، صديقة العمر الجميل التي لا تشبه أحداً من الناس ، صديقتي الغاية في الطيبة ، الغاية في الحزن ، الغاية في الوحدة .. صديقتي التي ماتت لأنها تخاف الحياة! 

-رفاة السيف.