Tuesday, June 2, 2015

Chapter ٧

.

"تبي قهوة بعد يبه؟"

-"لا حبيبتي خلاص تسلمين"

جت مشاعل توها تصحى من النوم.

ابوي: "صباح الخير، مستانسين بالاجازة اشوف ماتصحون الا العصر"

"وش هالصباح اللي الساعة ثلاثة"

مشاعل: "اسكتي مالي خلق مناقر، اختك المزعجة صحتني، ماتعرف تتحمم يعني الا وانا نايمه"

جت مها: "وش اسوي طيب انتي بعد نايمه للعصر"

مشاعل: "افف يبا متى تصيرلي غرفة بلحالي و افتك منها؟ الله يخليك غرفة ملابس امي فاضية الحين سولي اياها غرفة"

ناظرتها.

ابوي سكت.

مها: "مشاعل!"

مشاعل: "وشو وشفيكم تناظرون كذا"

ابوي: "ان شاءلله يصير خير، انا عندي شغل الحين لازم اروح"

قمت معه للباب.. 

"يبه لاتاخذ على حكي مشاعل.. تراها بزر ماتفكر وش تقول"

ابوي: "تعلميني فيها مشاعل *ضحك*"

ابتسمت و طلع.

ادري انه تضايق.. بس يضحك علشاني..

رحت غرفة مشاعل.

"مشاعل تستهبلين صح؟"

مشاعل: "يا لييييل.. كأني وش قايلة"

"ماشفتي وجه ابوي يوم قلتي؟ صدق انتي ماتفكرين؟ فكري الف مره قبل لاتحكين!!"

مشاعل: "مضاوي لاتصارخين عليّ كذا! ترا اللي متوفيه موب امك بلحالك! امنا حنا بعد!"

"مو هذا اللي بيجلطني!! انها امك انتي بعد. و اللي يشوفك يقول ولا كأنها امك!!"

مشاعل: "مابعمرك سألتي نفسك طيب ليه؟ مابعمرك فكرتي ليه مشاعل موب زعلانه مثلنا؟"

سكت. 

مشاعل: "انتو على بالكم انا موب زعلانه؟ على بالكم الموضوع عادي زعلت كم شهر و عقبه نسيت؟ ... مها انا كم مره اتحمم باليوم؟"

مها: "واجد.. بس شدخل.."

مشاعل: "تدرين وش اسوي يا مضاوي؟ تدرين كل مره اقولها ابتحمم ادخل افتح المويا و اصيح.. اخلي دموعي تختلط بالمويا.. مابي احس فيها.. مابي احس بدموعي.. باللحظة اللي اسكر فيها المويا و اطلع من الحمام اوقف هالدموع.. احاول اتناسا امي...."
" لما اضحك على اشياء سخيفة.. تحسبين علشان هي صدق تضحكني؟ لا والله.. علشان لو دمعت عيوني اقول من الضحك موب من شي ثاني... لما صرت اقرا روايات مها السخيفة.. ما اقراها علشانها حلوه.. علشان لو احد دخل عليّ وانا اصيح.. اقول مات البطل.. ماقول ماتت امي.. "
"لما امر من غرفة الملابس حقت امي اشم ريحتها.. الريحة ترجعني لورا كثييير... مابي اشم الريحة.. مابي ارجع لورا.. ابي اغير حياتي مضاوي.. ابي اغير اشياء كثيرة في حياتي.. ودي البيت بكبره اغيره.. كل ما اناظر زاوية اذكر أمي.. تعبت... الى متى بنقعد نحزن على امي الى متى... ابي اصير اذا ذكرت امي ادعيلها واسكت.. موب اموت صياح..."

كانت تصييييح من قلب و هي تحكي..

صحت معها.. 

لميتها: "خلاص حبيبتي خلاص انا اسفه انا الغلطانه حقك عليّ.. "

مشاعل: "ماكنت ابي اقول بس نظراتك لي كل يوم لما اضحك او اغني.. تحرقني من داخل..."

"خلاص انا اسفه وقفي صياح علشاني.. صادقة.. الى متى بنقعد نصيح و نحزن على امي.. تبين غرفتها خذيها.. انا احاكي ابوي معك.."

مسحت دموعها بايدي: "خلاص يلا وقفي عاد، دام ابوي طلع بيتغدا بالشغل يعني تبون حنا نروح نتغدا بمطعم؟"

مشاعل: "مدري كيفكم.."

"مشاعل لسا زعلانه خلاص تكفييين.. يلا انا بروح ابدل انتو بعد بدلو انتظركم تحت"

و طلعت

قبل لا اسكر الباب سمعت مها تحاكيها..

مها: "مشاعل.. لاتروحين و تتركيني بغرفة بلحالي الله يخليك.. والله خلاص معد اتحمم ولا اسوي شي وانتي نايمه.. بس والله اخاف انام بلحالي.. يعني لما تكونين طالعة او شي ماقدر انام.. يمكن امثل اني نايمه بس ما اكون نمت.. انتظر لما ترجعين و تنامين بعدين انام.. لو سمحتي لاتتركيني انام بلحالي.. ماعندي احد غيرك انام عنده بعد امي.."

تركت الباب و رحت غرفتي..

ضاق صدري على خواتي...

حالتهم صعبة..

كنت احسب اني اكثر وحدة تعبت بعد وفاه امي..

بس شفت ان فيه ناس تعبانه اكثر مني...

فجأة طرا على بالي بدر..

حسيت أني أحتاجله..

أحتاج لحلوله السياسية على قوله..

وينه الحين

انا حتى اسمه الكامل ماعرفته..

مادري اذا بشوفه مره ثانيه بحياتي أو لا..

بس صدق اتمنى.. واذا شفته.. مارح اتركه.. 

*****

-عيادة الدكتورة منال ال* للصحة النفسية-

د.منال: "صباح الخير هلا بالطالبة الجامعية"

ابتسمت: "صباح النور"

د.منال: "طيب بخصوص انك طالبة جامعية شرايك نطلع نتغدا اليوم نحتفل؟"

"شدعوه دكتوره كأنه اول مره اصير طالبه جامعية" ضحكت.

د.منال: "ادري موب جديد بس جديد في حياتك الجديدة"

ابتسمت.

"دكتورة عادي قبل نبدى اسألك سؤال؟"

د.منال: "ايه اكيد؟"

"بسألك عن واحد مادري تذكرينه او لا.. تذكرين الولد اللي سوينا معه حادث قبل فترة.. اللي جا هنا العيادة مدري وش كان يبي منك"

د.منال: "ايه؟ سعد قصدك؟"

"اييه هو هذا سعد"

د.منال: "شفيه؟ قالك شي؟ سوالك شي؟"

"لا لا ما سوا شي ولا قال شي.. بس ابسألك انتي وش تعرفين عنه؟ يعني هو وش يسوي بحياته؟ يشتغل يدرس؟ وش يسوي"

د.منال: "والله مدري بس اظنه موظف شفت باوراقه ذاك اليوم.. ليش تسألين؟"

"لا بس تذكرته و قلت اسألك عنه"

د.منال: "امم.." ابتسمت.

و كملنا الزيارة طبيعي مثل كل مره.

ما انكر ان الدكتورة غيرت اشياء بحياتي..

بس للحين ماغيرت اللي بداخلي لريم..

للحين نومتي هي نفسها نومتي قبل شهرين..

للحين قبل انام اصيح صياح الدنيا..

للحين اقوم وانا عيوني بتطلع من مكانها من صياح البارح..

للحين كل ما اسرح اذكر ريم..

للحين كلمه سعادة بالنسبة لي مربوطة بريم..

للحين أنا عايشة بس علشان حرام انتحر..

موب علشان أي شي ثاني..

~

-وجهة نظر الدكتورة منال-

تغدينا انا و لطيفة و قالت هي انها بترجع بيتها وانا برجع العيادة.

وانا بالطريق دورت على رقم سعد و حاكيته.

-اشوف غيرتي رايك؟

-وينك فيه

-ليه شتبين

-ابيك تجيني العيادة الحين ضروري 

-ليه وش صار

-تعال واقولك

-انا الحين عند لفة بيت لطيفة.. بس تنزل اجيك

-موب صاحي انت؟ للحين تلاحقها!

-يلا دكتورة ان شاءلله نص ساعة وانا عندك

و سكر.

بالنص ساعة هذي مافيه فكره ماجت على بالي..

الى ما جا سعد.

سعد: "السلااام عليكم دكتورتنا" دخل شاق الضحكة.

"وعليكم السلام تفضل اقعد"

سعد: "ايه وش العلوم؟"

"انت لمتى بتقعد ملاحق لطيفة؟"

سعد: "الحين جايبتني علشان كذا؟"

"سويتلها شي قريب؟ شافتك وانت ملاحقها؟"

سعد: "انا؟ لا ليه؟ قالت لك شي؟"

"لا ماقالت.. سعد انا فكرت بالموضوع اللي قلتلي اياه"

سعد: "ايه؟ ووش قررتي؟"

"أبيك تدخل حياتها شوي شوي الى ماتخليها تتعلق فيك و تحبك"

"تحبني؟" قالها سعد بإستنكار.

"ايه مافيه غير هالحل"

سعد: "العب عليها يعني؟ مستحيل"

"ماقلت العب عليها، ابيك تخليها تحبك علشان نساعدها، لمصلحتها كل هذا"

سعد: "نكذب عليها لمصلحتها؟"

"سعد، ماعندنا غير هالحل.. اليوم لطيفة سألتني عنك، يعني قاعدة تفكر فيك، يعني انت داخل عقلها الحين، ابيها تصير تفكر فيك واجد، ابيك تصير تأثر فيها"

سعد: "انا موب مستوعب ان دكتورتها اللي قاعدة تقول هالحكي؟ شلون تبين تكذبين على مريضتك و تلعبين عليها؟"

"وش بستفيد انا اذا كذبت!! هي اللي بتستفيد! اذا انت صرت تأثر عليها بنتعاون انا وياك و نخليها تنسى الاشياء اللي قبل!"

سعد: "وانا طيب؟ اذا نست خلاص شلون بطلع من حياتها؟ شلون بقولها اني كنت اكذب؟"

"وقتها نشوف"

سعد: "لا موب وقتها نشوف، انا مو مستعد اجرحها"
"مو انت قلت ابي اساعد؟ كذا تساعد"

سعد: "قلت اساعد ماقلت اكذب"

"هذا اسلوبي بالمساعدة، اذا ما اعجبك بكيفك"


...~~~~~


اليوم اللي بعده...


"صباح الخير!"

"...."

"يلا قوموا مشاعل مها!"

"مضاوي سكري خلاص"

"وش اسكر قومي عندكم مدرسة يلا"

"مافيه دوام اليوم"

"والله؟ على كيفك هو؟ يلا تراي لابسة بنتظركم تحت عشر دقايق اللي ماتنزل ياويلها"

ورحت افطر مع ابوي.

"يلا بنات وش صار عليكم!"

وجت مشاعل ببجامتها ويالله تفتح عيونها.

مشاعل: "يبا شوف بنتك" 

ابوي: "اي بنت بعد"

مشاعل: "مين غيرها يعني؟ ابثرتنا يبا شوفلها حل، محد يروح المدرسة اول يوم فهمها"

ضحك ابوي.

"محد يروح بس انتم تروحون"

مشاعل: "يبا!"

"بسرعة بوصلكم انا على طريقي"

مشاعل: "افففف منك افففف"

بعد شوي جت مها لابسة و جاهزة.

"وين مشاعل"

مها: "بالحمام"

"وش تسوي"

مها: "مدري طقيت عليها هاوشتني"

"مشاااعل يلا بنتأخر"

مشاعل: "جيت جيت يلا!"

"تعالي افطري"

مشاعل: "مابي"

"مها افطري ماعليك منها"

مشاعل: "مضاوي لازم تفهمين اننا ماعدنا اطفال ترا، لما اقول مابي اروح يعني تخليني على راحتي موب تقوميني كأني بزر"

"لما اشوفك صدق تتصرفين زي الكبار ذيك الساعة اخليك على راحتك"

أبوي: "ايه انا ماقلتلكم"

"وشو"

أبوي: "بسافر الاسبوع هذا"

مشاعل: "وين"

مها: "متى"

"ليه"

أبتسم ابوي: "شوي شوي، منطقة هنا قريبة خمس ساعات بالسيارة و نوصل، اليوم العصر ان شاءلله بنمشي، عندي شغل هناك"

"اليوم بتروح؟ ما قلتلي يبا كنت سويت لك شنطتك"

ابوي: "ماله داعي مانيب ماخذ ملابس واجد كلها اسبوع"

مشاعل: "بتقعد اسبوع!"

ابوي: "احتمال اقعد اكثر، انا بحاكيكم من هناك و اقولكم، لاتتصلون انا اتصل عليكم زين؟ لانه بيكون اجتماعات اغلب الوقت"

"معك ناس يعني؟"

ابوي: "ايه يبا شغل اقولك، من الشركة"

"اوه.. وين بتسكنون؟"

ابوي: "اوتيل"

"الله يحفظكم يارب.." قلتها ضايق صدري.

ابوي: "لاتشيلين هم يبا كلها اسبوع وراجع ان شاءلله، انتي ركزي بدراستك اهم شي وانا بحاكيكم دايم ان شاءلله"

"ان شاءلله.."

مشاعل: "يبا من الحين طيب عادي انام عند صديقتي وعد؟"

"مشاعل موب وقته!"

مشاعل: "ابي اخذ الموافقة من ابوي علشان تسكتين انتي"

ابوي: "عيب يبا تحاكين اختك كذا،"

مشاعل: "ياليل اختي اللي ازعجتنا. بتصير هي ابونا لأسبوع؟ والله رحنا فيها.."

"هيهي سخيفة، يلا قومو تأخرنا بتصير ٧"

كل وحدة حبت راس ابوي و طلعنا.

....

-7:54AM- 

شعور اني اول يوم بداوم..

فيه شي ناقص ما سويته.. 

تذكرت اخر مره قمت فيها لأول يوم دوام.. 

كنتي مسافرة..

مارحت.. يوم رجعتي رحنا سوا.. 

و كل مره كذا.. 

اذا انا مسافرة انتي ماتروحيين..

علشان ماتدخل وحدة مننا بلحالها.. 

بس هالمره.. 

تركتي لي يا ريم حمل كبير.. 

حمل اني ادخل بلحالي.. 

تركتي لي حمل أني اواجه نظراتهم المشفقه عليّ.. 

كل الجامعة درت بقصتك .. 

درت بقصة هذوليك البنتين اللي مايفترقون ابد.. 

تركت لي حمل أن أدخل الكلاس و كلهم يسكتون.. 

يناظروني.. يناظرون عيوني.. 

ادري انهم كانو يحكون عنّي.. عنّا.. 

و يوم جيت سكتوا.. 

ينتظرون أي تصرف ممكن اسويه.. 

ينتظرون أي دمعة ممكن تنزل.. 

علشان يقولون "حرام مسكينه.."

صعب مره اللي تركتيه لي يا ريم.. 

دخلت و الكلاس كله سكت..

كنت لابسة نظاراتي الشمسية اللي غطت نص وجهي،

ماناظرت احد منهم، كأن الكلاس فاضي. 

رحت جلست بالصف الأخير.. 

مسكت جوالي سويت أني احاكي احد علشان محد يحاكيني من البنات..

شوي شوي ابتدا يمتلي الكلاس..

دخلت الاستاذة، 

و صارت تعرف عن نفسها و تتعرف على البنات،

جت لعندي، 

-"مشمس الجو اليوم صح؟"

"نعم؟"

-"تشوفين ان شكلك كذا يليق بشكل طالبة جاية تدرس؟"

"وشفيه شكلي؟"

-"لو سمحتي مابي اشوفك لابسة النظارات هذي مره ثانية، من تدخلين المحاضرة تفصخينها"

تنهدت: "ان شاءلله"

-"عرفينا على نفسك"

"اسمي لطيفة ال*"

-"ايه و بعدين؟ بس كذا؟"

"ماعندي شي ثاني ابي اشاركك و اشاركهم فيه" 

ناظرتني نظرة تخوف و راحت للبنت اللي قدامي تسألها.

عطتنا مقدمة عن المادة و وش بناخذ و كذا، 

و حكت شوي و طلعتنا..

طلعت من الكلاس اناظر جوالي مابي تجي عيني بعين احد بالجامعة..

-"لطيفه"

وقفت. 

التفت وراي.

-"هلا لطيفة شلونك، مره استانست انك معي بنفس المادة هذي"

ابتسمت: "ماعليه ماعرفتك.. مين؟"

ضحكت البنت: "انا مضاوي.. اللي شفتيني اصيح يوم كنتي تسجلين"

"مضاوي ايه صح عرفتك، كنتي معي بالكلاس اللي تو؟"

مضاوي: "ايه اشرت لك بس ماشفتيني كنتي ورا مره"

ابتسمت.

مضاوي: "انتي الوحيدة اللي اعرفها بالكلاس، الصراحة الوحيدة بالجامعة كلها، البنات احسهم ابد موب وسيعات صدر، اللي بالكلاس ابتسم لها تناظرني ولا يتحرك اي شي بوجهها موب طبيعيه *وضحكت*"

ابتسمت: "ايه هم كذا"

مضاوي: "تعرفين احد بالكلاس انتي؟"

"بعضهم بس اسماء بس موب صديقاتي"

مضاوي: "احسهم موب من النوع اللي يصادق بسرعة"

"ايه اغلبهم كذا،"

مضاوي: "الله يعين.. ايه صح كنت بسألك جدولي مدري شلون قايل احسه حايس مره، عادي تعلميني مين الاستاذات الكويسات ابي اخذ عندهم؟"

"تبين اسويلك اياه؟"

مضاوي: "لا بس انتي قوليلي انا اسوي"

"عادي ترا كل سنه اسوي جدولين، حقي و حق صديقتي و هالمره ماسويت لها"

مضاوي: "كيوت تخرجت يعني؟"

"يعني شي زي كذا.."

مضاوي: "امانه مو تعب عليك؟"

"لا والله عادي ماعندي شي اسويلك اياه"

مضاوي: "يازينك مره شكراً، عندي رقمك برسلك كل بياناتي علشان تدخلين و هذا صورة من جدولي اللي الحين"

اخذت منها صورة من الجدول.

"خلاص اليوم ان شاءلله اسويه" ابتسمت.

مضاوي: "مره شكراً ماتتخيلين وش كثر كنت شايلة هم"

ابتسمت: "شدعوه"

ناظرت جدولها،

قريت اسمها

"مضاوي ال*, تعرفين وحدة اسمها جود ال*؟"

نفس اسم العايلة.

مضاوي: "لا والله ماعرف اهل ابوي"

"هي هنا بالجامعة"

مضاوي: "صدق؟ وريني اياها اذا شفتيها كلن يسألني تقربلك"

"ان شاءلله، اوه معاي بهذي المحاضرة بعد"

مضاوي: "امانه؟"

"والله نفس رقم الغرفة"

مضاوي: "اشوه زين"

وحنا بطريقنا للمحاضرة الثانية.

كانت مضاوي متحمسة.. 

تناظر الجامعة من حولها و تناظر وجيه البنات، 

تضحك تسولف..

بعكسي تماماً، 

لابسة نظارتي، و عيوني بجوالي..

مابي اصادف اي أحد بالطريق..

دخلنا، 

مضاوي: "وين ودك نقعد"

"انا بقعد ورا،"

مضاوي: "مع اني ماشوف زين بس يلا ماعليه"

"عادي اذا تبين اقعدي قدام"

مضاوي: "لا لا عادي"

مشيت و مشت هي وراي.

رحنا اخر الصف.

مضاوي همست لي: "لطيفة.. ليه هذا الكلاس يناظرونا كذا؟ يروعون.. تعرفينهم؟"

"بعضهم كانو معاي من زمان"

مضاوي: "وكذا يناظرون طبيعي؟"

"ماعليك منهم"

مضاوي: "صدق الله يعدي هالسمستر على خير، وش هالجامعة اللي مافيها احد صاحي"

ابتسمت. 

دخلت الاستاذة و صارت تشرح..

ماشاءلله عليها مضاوي كانت مركزة معها،

و تكتب كل حرف تقوله الاستاذة،

همست لها: " تحمستي وشفيك شوي شوي على القلم"

ضحكت مضاوي: "اسكتي انا كذا لا دخلت جو"

وفجأة سكتت الاستاذة،

التفت لقيتها تناظر مضاوي.

الاستاذة: "وش هالضحك!"

مضاوي: "انا اسفه استاذة.."

الاستاذة: "اللي جاي يبي يضحك يطلع برا، ما احتاجه عندي!"

همست لي مضاوي: "خليني اركز صدق خلاص"

وحدة كنت اعرفها من زمان، كانت قاعدة بالصفوف اللي قدام، 

التفتت و ناظرتنا انا و مضاوي بطرف عينها، 

و تناظر مضاوي من فوق لتحت.

و جت عيني بعينها و رجعت ناظرت مضاوي و التفتت.

مريضة. وين ريم عنها ما تبلعها.

يوم خلص الكلاس و طلعت الاستاذة.

مضاوي: "هاو ليه فاضي ليه ماكتبتي شي"

"تبيني مثلك ماشاءلله ماخليتي حرف ما كتبتيه"

مضاوي: "حبيبتي الا النوتس حقتي عاد، كانو الطلبة الصينين اللي معي يجون يطلبون يصورونها مني"

"قلتيها صينين. هنا لا بتفيدك النوتس ولا بيفيدك شي غير الاستاذة، اذا دخلتي مزاجها عديتي الكورس، اذا مادخلتي بتقعدين هنا و خلي النوتس تفيدك"

مضاوي: "ويييه موب طبيعي احلفي؟ عاد هذي كرهتني من اول يوم"

-"لطيفة شخبارك" قالتها البنت اللي كانت قدام بنبره تقهر.

التفت: "هلا، الحمدلله كويسة"

-"اشتقنالك يختي وين اختفيتي معد شفناك"

ابتسمت: "انتي وش اخبارك"

-"الحمدلله، زين اننا مع بعض يصير اشوفك" وناظرت مضاوي من فوق لتحت مره ثانيه.

وراحت.

التفت اناظر مضاوي.

مضاوي: "الله من المصاخه، وراها تحكي كذا"

"شلون تحكي"

مضاوي: "تمط الحكي، يالله تطلع معها الكلمة"

ضحكت: "ماقد عشتي مع بناتنا شكلك؟ وين كنتي بالمدرسة"

مضاوي: "كنت هنا، بس ابد ما اذكر كذا كانو صديقاتي"

"لا ابشرك هنا بتشوفين اشكال واجد نفس هذي"

مضاوي: "الله يعين، الحين خلصتي انتي؟"

"لا بس تعبت، ابي ارجع خلاص"

مضاوي: "انا خلصت، اليوم ماعندي الا هذي المحاضرتين"

"يلا اجل نطلع"

وحنا طالعين من الجامعة.

-"لطيييفاه"

التفت. 

سارة.

تذكرون لما قلتلكم عن صديقاتنا اللي ريم كانت تخليهم يمسحون ارواجهم؟ هذي وحدة منهم.

ابتسمت: "سارة"

لمتني سارة بقوة: "وييينك اشتقتلك!!!!"

ناظرت سارة وجهي و حطت ايدها على خدي: "متغيرة نحفانه مره!"

ابتسمت. 

سارة: "وينك والله ماتستحين تجين الجامعة وماتقولين لي!"

"انتي ماتخرجتي؟"

سارة: "انا اتخرج؟ انا بخرج خواتي الصغار الظاهر وانا مابعد تخرجت"

"وش صار عليك"

سارة: "شفتي السمستر اللي اخذناه كلنا مع بعض؟ حملت مادتين، و السمستر اللي راح ثلاثة، فقدت الامل خلاص"

"و نوف وش صار عليها"

سارة: "لاا نوف طلعت اعقل مني و منك شفتي" و ضحكت.

"ليه وش سوت؟"

سارة: "ماتدرين؟"

"لا؟ وش صار"

سارة: "بتتزوج"

"نوف نوف ماغيرها؟"

سارة: "ايه نوف نوف.. اكيد ماقالتلك ماقدرت توصل لك، مو عمتنا مسكره كل شي؟ شلون نوصلك حنا نروح نطق باب بيتكم؟"

ابتسمت: "هذا رقمي الجديد خذيه"

سارة: "ايه و بعطيه نوف بعد تعزمك على عرسها"

"لا ماله داعي.. مابي اروح عروس.. بس عطيني رقمها انا ارسل لها مسج ابارك لها بيوم العرس.. متى هو؟"

سارة: "قريب مره ماذكر كم بالضبط، بشوف التاريخ واقولك"

"ان شاءالله.."

سارة: "ايه و خنشوفك يختي صدق مره تقهرين!"

"ان شاءلله ايه.."

ناظرت مضاوي اللي كانت واقفة و ماسكه جوالها.

ناظرتها سارة. و اشرت لي بحواجبها انه مين هذي.

"اه.. مضاوي هذي ساره صديقتي.. سارة هذي مضاوي"

ابتسمت مضاوي: "اهلين هلا"

سارة: "تشرفنا، اه لطيفة خلاص انا احاكيك طيب؟ لاتسفهين و تسكرين فجأة ها؟"

"ان شاءالله"

و راحت سارة.

ودعت مضاوي ورحت للدكتورة.

***

رجعت من الجامعة تحممت بدلت و نزلت اساعد الخدامه نجهز الغدا.

جو خواتي من المدرسة.

رقت مها غرفتها بدون ماتحكي ولا كلمه.

"مها تعالي تغدي لا يبرد الاكل"

دخلت مشاعل و سكرت الباب. 

"مشاعل نادي مها و تعالو تغدو"

مشاعل: "ماظنها تبي تتغدى.. اتركيها بلحالها شوي"

"ليه وش صار"

مشاعل: "تهاوشت مع استاذة اليوم"

"مها تهاوشت مع استاذة؟ شلون؟"

قصرت مشاعل صوتها و قالت: "كانت الاستاذة تحكي عن السرطان وانه ماله علاج، ومها تقولها الا له علاج، والاستاذة تقول لا وعلى هالحاله و مها قامت تصارخ و طلعت برا الصف"

"و هي وش عليها له علاج ولا ماله،
 طيب يمكن شي ثاني مضايقها"

مشاعل: "مدري عنها فجأة عصبت كانت عادية مافيها شي"

"ماقالت لك شي ؟"

مشاعل: "لا احاكيها ماترد"

"طيب اقعدي تغدي انا بطلع اشوفها"

مشاعل: "لا مضاوي اتركيها.. مها موب من النوع اللي تحكي وهي متضايقة.. اذا هدت بحاكيها و بتقولي وش فيها ان شاءلله"

"بس اول مره اشوفها كذا، تحسين سفر ابوي له شغل؟"

مشاعل: "لا لا ابوي كله مسافر، و لو مو مسافر ما درى عنا، و خصوصاً مها تحسينها عايشة بعالم بلحالها"

تنهدت. 

مشاعل: "انتي علمينا وشلون اول يوم "

"اسكتي الجامعة تغث والله العظيم.. والبنات مو مريحين ابد"

مشاعل: "ما صادقتي احد؟"

"الا وحدة، اسمها لطيفة"

مشاعل: "ايه زين تتعودين شوي شوي"

"فرق بينها و بين الجامعة اللي كنت فيها.. تحسفت اني تركتها"

مشاعل: "تبين الصدق؟ انا بعد انقهرت انك تركتيها.. كنت بقولك من اول ما قلتي بس حسيت كلامي ماله فايدة.. انه انتي الله يهديك بقالك سمستر واحد بس.. كان كملتيه و جيتي و قعدتي طول عمرك هنا لو تبين"

"مادري وش اللي جابني ما ادري.. احسني جيت وانا مغمضه عيوني موب انا اللي جبت نفسي"

ضحكت مشاعل: "جتك الفيلسوفه عاد"

ما ادري وش اللي جابني.. 

قدري.. 

الله كتب لي أني أجي.. 

لأن جيتي هذي.. 

راح تغير اشياء كثيره بحياتي... 

No comments:

Post a Comment