Tuesday, June 2, 2015

Chapter ٦

.

الأثنين - ٦:٣٠ ص- 

-"ممكن ادخل؟"

-"تعالي يبا تعالي"

بست راسه- "صباح الخير حبيبي"

-"هلا صباح النور و السرور، يا بختي اصحى على هالوجه الزين"

ابتسمت. 

-"خير يبه وش عندك؟"

-"كنت اباخذ شي من الغرفة.. ممكن؟"

-"شي وشو"

فتحت الدرج و طلعت علبة.

-"هذي علبه المرحومة.."

-"ايه ادري.. كنت اشوفها و هي تاخذ منها كسرة بخور كل يوم.. عادي اخذ العلبة يبا؟"

-"خذي اللي تبينه"

-"كانت امي كل يوم الصبح تبخر شعورنا انا و خواتي و تبخر غترتك تذكر؟"

-"اذكر اذكر.. الله يرحمها"

-"وانا الحين ابسوي نفس الشي، ابنزل اشوف مشاعل و مها قبل يروحون ابخرهم، تامرني على شي يبه؟"

-"سلامتك حبيبتي.."

و نزلت.

مشاعل: "يعني و بعدين مالقيتي الا هذي تلبسينها اليوم"

مها: "انتي كل يوم تلبسينها انا ابي البسها اليوم"

مشاعل: "نصابه انتي لبسيتها الاسبوع اللي راح"

"ودي مره بس ما اشوفكم تتهاوشون"

مشاعل: "شوفي اختك، لابسة نفس الشوز حقي، الى متى يعني؟ قلنا توأم طيب بس خلاص كلهم يضحكون علينا نلبس كل شي نفس بعض، شوفي الاسوارة شوفي حتى الشعر نفسه!"

مها: "الاسوارة ابوي شراها وشو اقوله رجعها!"

مشاعل: "تقدرين تقولينله لاتجيب لي نفس اختي!"

"طيب انتم ليه شارين نفس الشوز؟"

قالو اثنينهم بنفس الوقت: "اعجبني!"

ضحكت.

مشاعل: "مايضحك"

"مره ما يضحك" ضحكت.

مها: "مضاوي صدق خلاص انتي بعد بتضحكين"

"وشفيها اذا نفس اللبس؟ العكس مره كيوت اشكالكم"

مها: "مره قراوه"

مشاعل: "كيوت لما كانت امي تسويلنا هذيك القرون و الشرايط و مدري وشو، بس الحين ما يمت للكيوت بصلة"

"طيب فكي شعرك خليني ابخره"

فكيت شعرها و بخرته.

مها: "وانا؟"

مشاعل: "حتى بهذا بتقلديين؟؟"

"بس مشاعل هاو بخور تراه! بعدين انا جاية ابخركم كلكم"

مها: "يازينك صدق مره تغير بيتنا لما جيتي.."

ابتسمت.

بخرتهم و راحو السيارة.

كبروا خواتي.. 

خواتي التوأم اللي كانت امي تلبسهم نفس اللبس.. 

اللي كنت ما اعرف الفرق بينهم.. 

علمتني اياه امي يوم كنت ٧ سنين..

"شوفي مضاوي علشان تفرقين بينهم عطي كل وحدة منهم شي، بتشوفين وحدة منهم خذت حقها و حق اختها، هذي مشاعل، الكبيرة، القوية.. و الثانية المسكينه اللي بتسكت و ميب قايلة شي هذي الصغيرة مها.. "

-"طيب و هم نايمين شلون يمه صعب "

"مشاعل اللي دايم تحكي او تتحرك لازم تطلع اصوات، مها عادي مره تقعد ساعة بمكانها ماتسوي شي"

-" طيب يمه هم صغار مره متى يكبرون"

"بيكبرون يمه ان شاءلله، ابيهم يصيرون عيونك الثنتين لما يكبرون طيب؟"

-"شلون يصيرون عيوني"

"يعني تحافظين عليهم مثل عيونك، مشاعل العين اليمين، و مها العين اليسار"

..

-"ها يبا راحو خواتك المدرسة؟"

"ايه توهم راحو"

عطيته المبخرة: "خذ يبه لحظة على ما اجيب لك فطورك"

رحت المطبخ جبتله كيسه و عطيتها اياه.

ابوي: "يا بابا ماله داعي افطر بالدوام"

"قد افطرت بالدوام وامي موجودة؟ "

ابوي: "بس امك موب موجودة الحين"

"انا موجودة، وانا بضل مكانها"

ابوي: "مابيك تضغطين على نفسك علشاننا، حنا بخير ترا، انتي وش مصحيك من الحين جامعتك موب قلتي عشر؟"

" الحين ٧ على ما اتحمم و ابدل تصير ٨ ٩ اروح الجامعة، كل مارحت بدري احسن لاتخاف عليّ"

ابتسم: "الله يرضى عليك" وطلع.

وانا رقيت غرفتي ابدل.

~~~~~~~

نايمه وقاعدة احس بصوت قوووي يدخل باذني.. 

كنت احلم حلم شين و صحاني هالصوت ..

دخلت ايدي تحت المخدة ادور عن جوالي..

(الدكتورة منال) 

-الو
-صباح الخيييير يا احلى طالبه جامعية بالدنيا
- دكتورة الساعة سبع الصبح
- طيب علشان يمديك، الحين قومي تحممي و بدلي ثيابك وحطي ميكب و تجهزي اول يوم شدعوه لازم تكشخين!
- اتحمم خمس دقايق، ابدل ثلاث دقايق، ماحط ميكب للجامعة، انزل دقيقة اركب السيارة دقيقة، كم صارو؟ عشر دقايق، يعني اصحى قبل بعشر دقايق موب قبل بثلاث ساعات
-شفيك لازم تتحمسين!!
-مابي اتحمس!! ولا ابي اروح الجامعة من الاساس!!! ولا ابيك ولا ابي اروح لك!!! تعبت كثر ما اسلك لك و اسايرك علشان امي خلاص حلّي عني!!! 
-لطيفة. انتي قبل كم يوم بنفسك قلتي لي انك ماتغيرتي، و هذاي قاعدة اصحيك علشان تروحين لاول خطوة في سلم التغيير اللي بنصعده، اذا تبين تتغيرين، تقومين الحين من سريرك تتحممين، تلبسين احلى ماعندك، تفكين شعرك، تحطين شي بوجهك لو روج ع الاقل، تتعطرين تصبغين اظافرك، سوي اشياء جديدة، هذا التغيير.. اما اذا تبين تقعدين في دوامة الحزن هذي ولا تبين تطلعين منها للابد، خليك على جهازك ابو عشر دقايق.. ولا اقولك لا تقومين من السرير ابد كملي نومتك ازين لك..
سكت.
-يلا مع السلامة لطيفة انا عندي مريضة الحين..
وسكرت..


قمت غسلت وجهي تحممت و بدلت و طلعت. 

رحت الجامعة..

كانت فاضية تقريباً.. 

اغلبهم خلصت اختباراتهم.. 

اللي جايين جايين علشان يسجلون..

كانت الساعة ٨:٣٠

سويت اوراقي كلها.

قالولي تروحين تنتظرين شي عند مكتب القبول.

رحت هناك و جلست بجمب المكتب انتظر.

صورت ورقة القبول و ارسلتها للدكتورة منال.

وكتبت لها: " مافيه مبروك؟"

~~~~

وصلت الجامعة الساعة ٨ و شوي.

ثاني مره ادخل الجامعة..

المره الاولى يوم كنت بالمدرسة رحت انا و أمي نشوفها..

و عرفت من عيون امي انها ما اعجبتها..

ماحبت أمي تعاملهم.. كرهت لامبالاتهم.. 

-"حبيبتي هذا قرارك أنتي، تبين هذي الجامعة أو تبين امريكا؟ اللي يريحك سويه"
"مدري انتي وش تشوفين.."
-"انا لو اني بنت و ابي اسجل مستحيل ادخل هذي.. ماشفتي تعاملهم شلون.. تحاكيني و ماتناظر عيوني اللي بمكتب التسجيل و ماحبيت جو المكان ابد ماحد يساعد احد كل واحد عليه من نفسه، غير اللي بامريكا، تذكرين لما زرناها قبل كم سنه، يرحبون فيك و يسألونك اذا تحتاجين مساعدة، و يبتسمون بوجهك الصبح"
"يعني تحسين جو المكان و الناس عذر؟ اخاف اتحسف.. مابي اصير بعيدة عنكم"
-"منتيب صايرة بعيدة.. انتي بعيوني وين ماتروحين، انتي استخيري و شوفي وش يريحك"

و استخرت.. و صرت بعيدة يا يمه.. 

لو اني داخلة هذي الجامعة من زمان كان تغيرت اشياء كثير..

كان قعدت بجمبك بالاوقات اللي كنتي تحتاجين لي فيها.. 

وش استفدت يا يمه.. ما قضيت معك اخر ايامك.. 

كنتي تحلفين عليّ ما ارجع..

كنتي تقولين دراستي أهم.. 

لا موب أهم.. 

دراستي ما تموت.. 

ما تختفي بيوم من الايام.. 

انتي اختفيتي.. 

ناظرت المكان حولي

كله مباني كبيره

وين اروح 

سألت وحدة من الأمن عن مكان التسجيل..

وصفته لي بس مالقيته

اتوقع اني درت كل الجامعة

و كل وحدة تقولي مكان..

و كل وحدة ماتناظرني يوم ترد.. 

تذكرت حكي أمي..

محد ساعدني و شافني ضايعة قالي اوديك

الى ما اخيراً وصلت..

ناظرت الساعة بأيدي.

٩:٥٦

خمس دقايق و يسكرون التسجيل.

رحت ركض للمكتب.

"لو سمحتي انا جيت ابي اسج-"

- "التسجيل كان قبل عشرة يا اختي مانقبل بعد كذا"

و كملت شغل على الكمبيوتر الي قدامها.

"طيب انا جديدة توني ما ادل الجامعة ضعت!"

- "يا قلبي وش اسوي انا السيستم سكر، نبهنا على الكل يجون قبل عشرة"

"يعني شلون الحين راح عليّ خلاص!؟"

-" ممكن وحدة تسحب ملفها ماتدرين"

"و بقعد على امل احد يسحب ملفه؟"

-"وش اسوي انا اللي تأخرت ولا انتي!؟"

تنهدت و تركتها و طلعت. 

جلست برا بالكراسي.

اتصلت على أبوي. 

-"هلا يبا بشري وش صار"

"راح عليّ التسجيل.."

-"هاو ليه"

"تأخرت"

-"موب طلعتي من ٧؟"

"وصلت الجامعة بدري بس ضعت.. مدري الحين وش بسوي ضايق صدري يعني ممكن انتظر الى السمستر الجاي متخيل؟"

-"انا بحاكيهم لاتشيلين هم اعرف واحد يشتغل هناك"

"ايه تكفى والله مو ذنبي انا سويت كل شي بس ضعت"

-"طيب حبيبتي خلاص اللي تبينه بيصير"

سكرت من أبوي و عيوني كانت تدمع.

كل شي قاعد يمشي عكس اللي ابيه! 

يعني اولها وفاه أمي..

عقبه تركت الجامعة

عقبه اللي صارلي بالمطار

عقبه حاله بيتنا اللي مادري شلون صايره 

والحين هذا... 

جت وحدة جلست بجمبي: "تقدرين تاخذين مكاني اذا تبين.."

ناظرتها:  "انا؟"

-"ايه، اصلاً انا ماكنت أبي أسجل" ابتسمت. 

"لا شلون اخذ مكانك مايصير"

-"لو سحبت ملفي يصير"

"لا لا شدعوه تسحبين ملفك، ابوي يعرف واحد هنا بيحاكيه"

-"ماظن يوافقون، لانهم شديدين مره من ناحيه التسجيل"

"ان شاءالله يرضون.. مره شكراً.. اول شخص يعرض عليّ مساعده بالجامعة هذي، من دخلت و هم ماغير انفسهم بخشومهم"

ابتسمت: "قلتلك انا مابي ادخل الجامعة يعني جيتيني من الله انتي"

"انتي اول سنه؟"

-"لا، بقالي سمستر واحد"

"نفسي يعني، يعني كنتي بجامعة ثانية انتي؟"

-"لا كنت هنا بهذي الجامعه بس وقفت فترة"

"اوه،"

جت وحدة من المكتب.

- ايكم لطيفة ال**؟ 

قالت البنت اللي بجمبي -انا 

-لطيفة هذي اوراقك خلاص كل شي تمام الحين بس روحي و عطيهم البطاقة القديمة و يعطونك هم الجديدة

-يعطيك العافية شكرا بس ممكن اسألك سؤال

-اكيد

-لو ابي اسحب ملفي انه مره ثانيه، كم ياخذ وقت

ناظرتها الحرمة معصبه- شلون يعني نلعب احنا؟ صارلي ساعة اسويلك اياه من جديد!

- بس اسأل انا ماقلتلك ابي اسحبه

-اسبوعين ثلاثة 

و دخلت المكتب.

التفتت عليّ البنت.

-"الحين صدق خذي رقمي لو ابوك ماقدر يحاكيهم قوليلي اروح اسحب ملفي طيب؟ علشان يمديك قبل لا يبدون دوام"

"لا والله خلاص اذا ماقدر خيره"

-"يابنت الحلال انا مابي ادخل اصلاً يعني انا كذا ولا كذا مفكرة اسحب ملفي"

"صدق؟ ليه؟ يعني الجامعة فيها شي؟ علميني اذا تعرفين جامعات احسن منها اروح لها ماعرف جامعات هنا شلون"

-"لا لا الجامعة مره زينه.. بس انا ماشوف اني ابي اكمل جامعتي، خذي يلا هذا رقمي"

سجلت الرقم: "وش اسمك اكتبه"

-"لطيفة ال**"

كتبت اسمها.

.......


كنت قاعدة مع أمي بالصالة..

المفروض أننا نناظر فيلم.

بس انا بالي ابد ماكان مع هالفيلم..

بالي مع المعتوه اللي اسمه سعد.. 

وش يبي بالضبط؟ 

ليش ملاحقني.. 

عجزت القى لأي احد بالدنيا مصلحة يخلي واحد يلاحقني..

ممكن تكون أمي؟ بس أمي ليش تبي تلاحقني؟ 

انه هي تدري ان ما براسي هالخرابيط.. 

يعني ما بعمرها فتحت لي موضوع لاتطلعين او تسالني مع مين تطلعين..

ماتوقع امي ابد.. 

و الحادث طيب؟ هو بعد كان قاصد يسويه؟

طيب ليش مستقصد انه يسوي حادث معنا؟

ليش يقول بيننا شي مشترك..؟ 

معقول كان يحب ريم او بينه و بينها شي وريم ماقالت لي؟

بس قال امه اللي توفت وشلون ريم؟

افففف احس راسي بينفجر من الحيره

دق جوالي.

ناظرت الشاشه رقم غريب.

قعدت اناظره شوي..

خفت يكون هو.. 

خفت يكون تركي..

خفت يكون أي احد كنت اعرفه من زمان..

مابي احاكي احد.. 

مابي احاكي الا امي و ابوي والدكتورة من هالجوال..

ناظرتني أمي: "لطيفة ردي او سكري الصوت ماما"

رديت.. 

-ألو؟
-الو.. لطيفة؟
-ايه.. مين؟ 
-انا مضاوي 
-مين مضاوي
-اللي اليوم بالجامعة شفتيني و عطيتيني رقمك
-اه ايه صح وش صار؟ 
-الحمدلله قدر صديق ابوي يدخلني مره شكرا صدق
-الحمدلله اشوه.. شدعوه وش سويت
-صدق ترا محد عرض عليّ مساعده بهالجامعة يعني انتي اول وحدة 
-ان شاءالله ماتحاجين مساعدة احد منهم
-ان شاءلله.. يلا بس كنت ابي اقولك و اشكرك.. 
- شدعوه..  بتنورين الجامعة والله
-حبيبتي منورة فيك.. يلا مع السلامة.
-مع السلامة.

سكرت و حطيت الجوال على الطاولة.

لقيت امي تناظرني.

"شفيك يمه"

-"من هذي"

"وحدة بالجامعة شفتها اليوم ليه؟" استغربت من سؤالها.

-"ما اذكر اخر مره شفتك تحكين كذا مع احد، ليت هالوحدة جايه من زمان" ابتسمت.

"يمه ترا حاكيتها عادي"

-"اييه بس يعني الحمدلله صادقتي ناس جداد"

"ماصادقت احد! ولا بصادق احد! عندي صديقة وحدة بس مالي غيرها، وقفي تحسسيني اني مجنونة يمه وقفي تكفيين!"

و اخذت جوالي و رقيت غرفتي.

انا موب مجنونه الحين، بس معامله امي لي بتجنني صدق . 

ماعدت استحمل القاها من الناس ولا من امي انا؟ 

No comments:

Post a Comment