Wednesday, June 3, 2015

Chapter ٩

.


و نمضي
مغْمِضي العينينِ
إلى اللامكان .. بلا رغبةٍ
من يسيَّرُنا؟ ..
أحجيَّة القدر!
                    -محمد السالم


..

الساعة ٨ و ربع، 

متأخرة ..

بس عندي قانون يقول ..

متأخرة و شربت قهوتها أحسن من متأخرة و ماشربت قهوتها.

نزلت اخذ قهوتي مستعجلة،

حاكتني مضاوي

-وينك فيه موب جاية؟

-الا هذاي بالطريق حضريني تكفين اذا جيت بقولها كنت بالحمام

-طيب بس بسرعة لاتحس فيك

-يلا عشر دقايق

.

فتحت باب المحل و دخلت.

"يا لو سمحتي، اختي"

التفت. 

سعد.

ابتسم سعد: "موقفة سيارتك وراي وشلون اطلع؟"

"سبحان الله؟ صدفة بعد هذي؟"

ابتسم: "اووه لطيفة؟"

"يا الله ماكنت تدري سبحان الله... ؟"

ضحك: "ماعليك ماعليك اصلاً موب سيارتي اللي موقفة وراها بس ترا موقفك غلط"

"وش تبي سعد؟"

سعد: "ابد والله بس قلت من زمان ماشفتك"

"ما اصدق الفضاوة اللي فيك؟ للحين تلاحقني؟"

سعد: "للحين للاسف"

"صدق يعني الى متى"

سعد: "قاعد أحميك"

"وش منه تحميني! بعدين محد طلب منك تحميني ياخي!"

سعد: "أحميك من تركي؟ و من غيره.."

سكت.

سعد: "و ايه صح، اشوفك كل يوم تمرين هنا وش عندهم شي حلو تنصحيني اخذه؟"

"وش دراك عن تركي"

سعد: "سمي؟"

"سعد وش دراك! من قالك! انت صديقه صح؟"

سعد: "انا صديق البزر هذا؟ لا لا"

"وشلون عرفت اجل!"

سعد: "يابنت الحلال انا مثل ظلك.. ظلك مايعرف تركي؟"

"موب قاعدة استهبل معك! لا تقعد تسوي الغامض الحين!! من قالك سالفة تركي! انت شفتني مره وحدة بس شلون عرفت كل السالفة!"

سعد: "شوي شوي هدي وشفيك، بعدين عن اي سالفة تحكين؟ انا ماعرف اي سالفة.. انا اللي اعرفه هو اللي شفته هذاك اليوم بس،"

"وش تبي انت؟ من اللي قايل لك تلاحقني؟ أمي؟ الدكتورة منال؟ مين!"

سعد: "الله"

"يارب صبرني! تستهبل انت؟!"

سعد: "اوووش شوي شوي" و صار يناظر حوله.

"سعد والله العظيم اخر مره اقولك حلّ عني! صدق صدق بحاكي الهيئة بقولهم ملاحقني وين ما اروح يطلع وراي! وخر عني انت موب قاعد تحميني انت قاعد تضايقني!! "

سعد: "افا افا كل هذا، خلاص كيفك اجل.."

سكت.

سعد: "مانيب طالع وراك علشان لا تزعلين و تعلمين الهيئة.. *ابتسم* بس بظل وراك .. أحميك.. صدقيني بتحسين بوجودي وعد"

"مريض انت؟ مريض نفسي والله العظيم!!"

سعد: " لا انا موب مريض، انا الله حطني بطريقك اساعدك، صدقيني مابي شي ثاني"

"مابي مساعدتك!!! وع وع كرهت الساعة اللي شفتك فيها!"

ابتسم و طلع. 

غثيث.

جاني اللي يشتغل حق الطلبات. 

-"تفضلي مدام لطيفة، حنا اسفين اذا ازعجك اللي تو"

كنت اناظر الباب اللي طلع منه سعد ما انتبهت للرجال.

-"لو سمحتي"

"هاه هلا؟"

-" قهوتك"

"شكراً تفضل حسابك"

ابتسم. 

و طلعت.

صرت اناظر حولي مالقيت سعد.

اختفى. 

~~~~

-٨:٥٠- 

عشر دقايق و تخلص المحاضرة و لطيفة للحين ماجات.

كنت اكتب نوتس مع الاستاذة،

فجأة.

التفتت عليّ الماصخة اللي قدامي.

"صديقتك وش عندها ميب جاية اليوم؟"

-هلا؟

"اقول صديقتك ميب جاية اليوم؟"

-لطيفة قصدك؟

"ايه ليه فيه غيرها؟"

-الا لطيفة جاية بالطريق.

و ناظرت الاستاذة و كملت كتابة.

خلص الكلاس ولا جت لطيفة.

طلعت اتصلت عليها.

لطيفة: "هذاي قدام عيونك"

"وين"

لطيفة: "بالكراسي اللي قدام الكلاس بسم الله عليك"

"اوه ايه شفتك يلا جاية"

سكرت و رحتلها.

-تستهبلين؟ ليه مادخلتي؟

لطيفة: "مالي خلق"

-اذا بتعدين مالي خلق عذر وتسحبين على المادة متوقعة انك تعدين الكورس هذا؟

لطيفة: "مضاوي اسمعي شرايك نطلع؟ تكفين الله يخليك والله مالي خلق احضر"

-توك ساحبة بتسحبين على الثاني بعد؟

لطيفة: "تكفيين يلا الله يخليك عندي عذر يقبلونه الاستاذات تكفين الله يخليك ضايق صدري"

رحت معها.

رحنا قهوة

"لطيفة موب على بعضك اليوم وشفيك؟"

لطيفة: "انا؟ وش فيني؟"

"ايه صح صديقتك الماصخة ذيك وش سالفتها؟ يعني انتي متهاوشة معها شي؟"

لطيفة: "اي صديقة؟"

"اللي معنا بالكلاس، تقعد قدامنا"

لطيفة: "وش سوت قالتلك شي؟"

"لا يعني بس مدري اسلوبها غريب معي، اسلوبها غريب و هي تحكي عنك؟ صاير شي بينكم؟"

لطيفة: "لا لا ما بيني و بينها شي"

"مادري وش سالفتها"

لطيفة: "ماعليك منها، لاتحتكين مع البنات واجد ولا تسمعين حكيهم ولاتفكرين فيه"

"ان شاءالله.. نطلب الحساب؟ مابي اتأخر على خواتي ابوي مو موجود بالبيت"

لطيفة: "يلا اوكي"

عطيته بطاقتي قالي انها ماتشتغل.

"هاو وشفيها"

لطيفة: "خلاص مايخالف انا معي كاش"

فتحت لطيفة محفظتها و عطته، 

شفت صورتها هي ووحدة بالمحفظة.

"كيوت اشوف الصورة" ضحكت.

سكرت المحفظة.

لطيفة: "صورتي انا و بنت خالي"

"اشوف طيب" ضحكت.

لطيفة: "لا لا شين شكلي" 

"ليه حاطتها دام شين شكلك" ضحكت.

لطيفة: "بس اسكتي عن الطنازة"

قمنا و بالطريق قالتلي عنوان بيتهم. 

"مرره قريب من بيتنا"

لطيفة: "صدق؟ وناسه"

"طيب اسمعي بروح ATM قبل بشوف وش فيها بطاقتي لان مافيه وحدة قريبه من بيتنا،"

لطيفة: "ايه ايه عادي مايخالف"

وقفنا عند صرافة.

نزلت اصرف و لطيفة تنتظر بالسيارة.

كانت الصرافة عند باب واحد من الاسواق.

عند الباب بالضبط.

دخلت اصرف و مادري وش صار كان معلق و فجأة قالي راجع البنك ولا عاد طلعت لي البطاقة!

"افففف وش هالحظظظ!!!"

طلعت ابرجع للطيفة ..

شفت اثنين داخلين للصرافة،

بدون ما اناظر عيونهم قلت "تراها ماتشتغل توها ساحبة بطاقتي.."

"وشفيها"

رفعت راسي: "مادري سحبتها و قالي راجعي البنك"

ناظرت اللي بجمبه.

بدر؟ 

-"انت روح ادخل شوف يمكن تضبط معك،"

و دخل الأول.

-" مضاوي؟ "

" بدر ؟ "

بدر: "اييه بدر، وشلونك؟ وش اخبارك؟"

"الحمدلله كويسة انا.. انت وشلونك"

بدر: "بخير بخير.. وينك فيه وين رحتي"

"انت اللي وينك أختفيت"

بدر: "أنا بعد اللي اختفيت؟ انا اللي قلتلك ماتركبين معي و اقعدي بالشمس ساعتين انتظري احد يوصلك؟"

ضحكت.
ضحكت من قلب.

"انا اسفه"

بدر: "ماعلينا، صدق فرحت بشوفتك"

"انا بعد.." ابتسمت.

عيونه صارت تناظر صديقه اللي قاعد يصرف..

حسيت انه يبي يروح .. 

بدر: " اااه.. خنشوفك اجل.."

سكت. 

بدر: "يضايقك اذا قلتلك عطيني رقمك؟"

"هاه؟" 

ماكنت متأكدة اذا هو قالها، او بعقلي الباطني سمعتها.

بدر ضحك: "خلاص خلاص اسف"

"لا صدق ماسمعت وش قلت؟"

بدر: "كنت ابي رقمك، و كذا .."

"امم... لا انت عطني رقمك أحسن"

بدر: "بعد؟ ليه أحسن؟"

"كذا ماحب الناس هم ياخذون رقمي أحب انا أخذه"

بدر: "صح نسيت انك ويردو"

ضحكت: "ويردو وجهك بس كذا احب"

بدر: "الزبدة هذا هو"

و نزل شاشة جوالي علشان تصير موازية لوجهي.. 

كتبت الرقم .. 

"يلا مع السلامة"

بدر: "بحفظ الله .."

سبحان الله.. 
سبحان الله كيف لطيفة قالت لي نطلع.. 
كيف اللي صار بالمطعم.. 
كيف رحت الصراف اشوف وش صار.. 
كيف انسحبت بطاقتي.. 
كيف كل هذا خلاني أصادف بدر مره ثانيه .. 

ركبت السيارة.  

لطيفة: "مين هذا"

"هلا"

لطيفة: "هذا اللي تو تحكين معه" 

"اه واحد يصير لي"

و سويت ان الوضع عادي.

حطيت حزامي و مشيت.

لطيفة: "مضاوي اللي شفناه تو.. بس كان واحد يصيرلك؟"

"لطيفة ايه وشفيك مين بيكون يعني" ابتسمت.

لطيفة: "لا بس شكلك و رده فعلك مايقولون انه بس واحد يصيرلك.."

"قلتلك يصيرلي من بعيد و من زمان مو شايفته"

لطيفة ابتسمت "طيب تراك ماسويتي سيڤ للرقم"
 و ناظرَت جوالي.

كان جوالي مفتوح،

ناظرت جوالي و سكرته من فوق.

وصلت لطيفة بيتهم. 

ومن نزلت لطيفة.

فتحت جوالي اشوف الرقم.

أختفى!!

ماسويت سيڤ، و اتصلت مشاعل كم مره و راح الرقم!

وش هالحظ!

اتصلت مشاعل.

"ها خير نعم شتبين انتي الثانية!!"

مشاعل: "مضاوي الحقي عليّ بسرعة"

"وشفيك!"

مشاعل: "مها بغرفة أمي مسكره الباب و تصييح صارلها ساعتين بتموت من الصياح اخاف تسوي بنفسها شي!!!"

"وشفيها ليش تصيح"

مشاعل: "مادري بسرعة تعالي الله يخليك"

"يلا انا قريبة خمس دقايق"

رحت البيت.

رحت لغرفة أمي ركض.

لقيت مشاعل.

"وشفيها ليه كذا"

مشاعل: "مادري رجعنا من المدرسة عادي كانت، انا كنت اتغدى و هي فوق، ما امداني قعدت شوي اتغدى الا سمعت صوت غرفة امي، رحت اشوف سمعتها تصيح ولا ترد عليّ من وقتها"

رحت طقيت الباب: "مها حبيبتي انا مضاوي افتحي الباب"

ماردت.

"مها يلا علشان خاطري انا اختك افتحي"

مشاعل: "مها الله يخليك وقفي صياح افتحيلنا، بس علمينا مين مضايقك والله انا اعلمك فيهم بس لاتصيحين"

قعدنا نحاول فيها.. 

الى ما شوي شوي قل الصياح.. 

و سكتت..

مشاعل: "وشفيها سكتت"

"يمكن بتفتح"

انتظرنا شوي.

مشاعل: "مضاوي ماعادت تطلع صوت.. اخاف سوت شي!"

"استغفرالله وش بتسوي يعني"

مشاعل: "مادري مضاوي ممكن تسوي اي شي صياحها موب طبيعي!!" و صاحت هي بعد.

"وشلون طيب نخليها تفتح!"

مشاعل: "نكسر الباب"

"باب غرفة أمي هذا.."

مشاعل: "الحين خايفة على الباب و موب خايفة على اختك؟ مضاوي لو ما كسرناه بسرعة مها بتلحق أمي!!"

...

رجعت البيت العصر كذا.. 

امي: "حبيبتي ماتبين غدا؟"

"لا تغديت بالجامعة.."

امي: "ايه اشوه بالعافية.."

كنت ابرقى غرفتي بس هونت.

"يمه.. "

حطيت شنطتي و قعدت بجمبها.

امي: "وشفيك امي تبين شي؟"

"لا لا مابي شي بس ابسولف معك.."

امي: "موب عوايدك تسولفين كذا"

ابتسمت: "دايم كنت اسولف معك حرام عليك"

امي: "ايه كنتي.. بس تغيرتي"

"انا اسفه.. تدرين مو بايدي.."

امي: "ماعلينا انا هالموضوع يكدر خاطري.. وشلونك امي وشلون الجامعة"

"الحمدلله.. الحمدلله.." قلتها بتنهيده.

فكرت معقول تكون أمي هي اللي قايلة لسعد يلحقني؟ 

"يمه.. تحسين انك ممكن تخبين عني شي بيوم من الايام؟"

امي: "شي مثل وشو؟"

"يعني.. هالفترة فيه شي قاعد يصير.. و بيطير عقلي يمه والله.. شفتي النص عقل هذا اللي بقى براسي؟ بيطير"

امي: "هاو ليه بسم الله عليك!"

قالتها بانفعال. 

صدق خافت.

ماتوقع انها هي.

يعني وش مصلحتها تسوي شي كذا!

ابتسمت: "الجامعة و كرف الجامعة بيطيرون عقلي"

امي: "لا لا ان شاءلله انتي قدها بنتي واعرفك شاطرة ماشاءلله عليك"

حبيت راسها: "طيب بنتك الشاطرة بتروح تنام الحين تامرين على شي؟"

امي: "سلامتك نوم العافية تبين اصحيك؟"

"لا لا تعبانه اتركيني انام ماعليّ صلاة.."

امي: "زين اجل نوم العافية"

رقيت غرفتي.. 

غسلت و بدلت و كل شي.

فتحت الدرج أدور على ريم.. 

أخذتها و حطيتها على المخده بجمبي.. 

و حطيت راسي..

صارت كانها نايمه بنفس المخده..

"ريم اشتقتلك.. وشلونك؟ 

الحمدلله انا صرت اروح الجامعة.. 

تقدرين تقولين صرت اداوم بانتظام.. 

ريم قاعدة تصير اشياء غريبة.. 

فيه واحد موب صاحي يلاحقني.. 

مادري وش قصته.. 

يقولي احميك.. مادري وش منه يحميني!

والله موب صاحي ماتتخيلين وش كثر! 

يعني وش هالانسان الفاضي اللي يلاحق وحده و يعرف تفاصيل التفاصيل بحياتها؟ وش يبي منها؟

وش بيستفيد اذا حماها؟ 

عجزت افهمه.. 

*تنهدت*

ايه صح ماقلتلك.. 

تعرفت على صديقة جديدة.. 

اسمها مضاوي..

طيبة مره.. ماتعرفك

يمكن هذا السبب اللي خلاني اصادقها؟

ايييه صح ريم 

تذكرين سارة و نوف؟ 

ماعاد صرنا مع بعض مثل اول.. 

شفت سارة قريب بالجامعة..

قالتلي نوف بتتزوج..

ماشاءلله الله يوفقها..

تمنيتك تكونين موجودة..

تمنيت اسمع تعليقك..

كنتي دايم تقولين لهم و لي انتم محد بياخذكم اذا قعدتو كذا

تذكرين؟ *ابتسمت.*

والله محتاجة لك واجد..

تصدقين احيان احس فيني شي انكسر و مستحيل يتصلح..

بس احاول كل جهدي اني امسك القطع المكسورة لا تطيح..

*تنهدت و ضميت ريم.. و نمت...*

...

"مها! مها تسمعيني مها!"

مشاعل: "يمممممه وش صارلها ماتت؟"

"ماتشوفين قاعدة تتنفس خبله انتي!؟ مشاعل ترا قاعدة توترينا على الفاضي"

مشاعل: "طيب وراها موب حاسة فينا!!"

"روحي جيبي عطر و مويا"

قامت مشاعل تاخذ من عطور امي اللي كانو على التسريحة.

"لا موب هذول!!" صرخت.

مشاعل: "ليه؟"

"روحي جيبي من غرفتك او غرفتي، بسرعة"

مشاعل: "ما اصددددقك!!"

و راحت.

شممنا مها العطر و حطينا شوي مويا على وجهها الين قامت.

كانت شبه صاحية.. 

تسولف مادري وش كانت تقول.. 

ما سمعت غير كلمة مافي امل ..

مها: "مافي امل مافي امل... مافي امل.."

مشاعل: "مين امل!"

قمت امسك وجهها اصحيها.

اخيراً قامت صدق.

مها: "وشفيكم!"

مشاعل تصيح: "خفنا عليك ياحمارة" و لمتها.

مها: "وش صار"

مشاعل: "انتي اللي وش صار يالخبلة!! خوفتينا عليك احسبك متي!!"

قومتها مشاعل و راحو غرفتهم و من فرحتها بمها نستني..

الحمدلله مها قامت.. 

بس كانت ضايق صدري على باب غرفة أمي.. 

اللي نادينا دودير يكسره.. 

ايد الباب انكسرت..

الأيد اللي كانت امي تحط ايدها عليها.. 

صلحت السرير اللي انحاس شوي من نومة مها عليه.. 

و سكرت اللمبة و طلعت.

ماكان ودي اروح لهم الغرفة..

ماكان ودي اسأل عن مها..

لأن ردودها صايرة تضايقني..

ومافيني اتضايق اكثر..


No comments:

Post a Comment