احيان صدفة..
ممكن تغير حياتك للأجمل..
و صدفة.. تغير حياتك للأسواء..
و صدفة تجرحك على كثر ما انها ونستك..
و صدفة تقلب حياتك كلها..
..
قبل انام كنت أحكي مع ريم مثل كل يوم..
"ريم.. اليوم الدكتورة اللي قلتلك عنها سألتني عن تركي..
كذبت عليها..
ماقلتلها الصدق..
تحسين اقولها؟
يعني مهما كان هي دكتورة..
و ممكن تلقى لي حل..."
اليوم الثاني الصبح..
كان عندي موعد عند الدكتورة،
قمت الساعة ١٠ تحممت و بدلت.
قبل لا اطلع حاكيتها من البيت.
"صباح الخير"
د.منال: "هلا حبيبتي صباح النور"
"شخبارك دكتورة"
د.منال: "الحمدلله بخير انتي وشلونك"
"الحمدلله.. اه دكتورة انا الحين بروح.."
د.منال: "وين بتروحين؟"
"مو عندنا موعد؟"
د.منال: "اوووه صايرة انتي تحاكيني تقولين لي انا جاية؟ وين ايام اللي ادق اقعد ساعة اقنعك"
"شدعوة كلها مرتين"
د.منال: "حلو حلو تطور للاحسن، انا مو بالعيادة الحين بس ساعة و اكون عندك، عندي شغل ضروري برا العيادة"
"ايه لا خذي راحتك انتظرك انا.."
و رحت العيادة جلست بكراسي الانتظار اللي بجمب مكتبها.
كانت فيها ناس في العيادة لان منال ما كانت الدكتورة الوحيدة هناك.
جلست بالكراسي اللي بجمب مكتبها انتظر.
"لو سمحتي"
رفعت راسي.
"انا؟"
"ايه، انا اللي شفتكم هذاك اليوم انتي وصديقتك ما عرفتيني؟"
وقفت: "صديقتي؟ اي صديقة؟ متى وين شفتنا؟"
دمعت عيوني وانا انتظر منه اجابه..
ابي اسمع اي ذكرى عن ريم..
-"من يومين "
"بس انا ماكنت مع صديقتي من يومين! تذكر اكيد مخربط باليوم"
-"اختي انا اللي دعمتو سيارتي انتي و صديقتك"
"هذيك موب صديقتي....." قلتها بكل خيبة أمل.
-"طيب اللي هو، وينها فيه ابيها بسالفة السيارة"
"شدراني هذا مكتبها روح و اسالهم عنها جاي تسألني انا مكتوب على جبهتي استقبال!؟"
-"قلت يمكن تعرفين هي وين!"
"لا ماعرف!"
جت الدكتورة منال.
د.منال: "اشوفكم تسولفون والله"
-"هاه هذاها جت اخيراً، لو سمحتي اختي انا جاي اعطيك اسم ال.."
د.منال: "ايه ايه تفضل المكتب نتفاهم، لطيفة حبيبتي خمس دقايق احكي معه و اجيك، ولا تعالي اذا تبين"
"انتظرك هنا اذا خلصتي علميني"
و دخلو المكتب.
-داخل المكتب-
-"والله يعني دكتورة مدري مستحي منك، لو انها سيارتي كان ماجيتك بس موب سيارتي سيارة واحد من ربعي ماخذها منه"
د.منال: "لا شدعوه حقك هذا انا اسفه مره ثانيه اذا احرجتك عند صديقك"
-"لا مايخالف، بس هذا رقم المحل و هذا رقم السيارة بأسم عبدالله محمد ال*"
د.منال: "هذا انت؟"
-"لا ميب سيارتي سيارته هو"
د.منال: "اه اوكي صح، خلاص تمام ان شاءلله الحين ادق عليهم، انت وش اسمك"
-"سعد، سعد ال**"
د.منال: "تشرفنا اخوي سعد، خلاص ان شاءلله كم يوم و السيارة ترجع جديدة"
-"ان شاءلله، دكتورة ممكن اسالك سؤال؟"
د.منال: "ايه اكيد تفضل"
-"انتي دكتورة وشو الحين؟"
د.منال ابتسمت: "انت وش شايف"
-"مدري ما انتبهت احسبك دكتورة اطفال، بس ماشوف اطفال هنا"
ضحكت الدكتورة: "دكتوره نفسيه"
-"نفسيه؟ يعني زي اللي بمستشفى المجانين؟"
د.منال: "غريب اسمع كلام كذا من واحد شكله عاقل و مثقف مثلك"
-"لا ما اقصد شي لاتفهمين غلط، بس وش تسوين يعني من تعالجين؟"
د.منال: "ممكن اعالجك انت لو تبي"
-"بس انا مافيني شي؟"
د.منال: "الناس اللي يجوني موب مرضى، اللي يجوني ممكن يكونون بأحسن حالاتهم، بس يجوني يحلون مشاكلهم النفسيه"
-"طيب سؤال اخير.."
د.منال: "تفضل"
-"البنت اللي برا، اللي كانت معك ذاك اليوم، وش سالفتها؟ يعني هي مريضة عندك؟"
د.منال: "انا اسفه مانعطي اي معلومات عن اي مريض عندنا، تقدر تتفضل الحين لان عندي ناس تنتظر"
-"مريضة عندك يعني،"
د.منال: "اخ سعد لو سمحت وراي اشغال"
-"طيب طيب طالع.. يلا يعطيك العافية مع السلامة"
طلع سعد و ترك منال في المكتب.
سعد: "لو سمحتي"
لطيفة: "خلصتو؟"
سعد: "ايه.. "
قامت لطيفة ولا انتظرته يكمل اللي يبي يقوله.
و دخلت مكتب منال.
و قعد سعد ينتظر برا.
*مكتب الدكتورة منال*
د.منال: "اشوفك متحمسة اليوم"
لطيفة: "ودي احكي احس"
د.منال: "احكي يلا هذاي اسمع ماعندي ولاشي، بس وش تشربين قبل؟"
لطيفة: "ولا شي شكرا"
د.منال: "طيب، يلا احكي"
لطيفة: "لا تقاطعيني الى ما اخلص زين؟"
د.منال: "طيب"
لطيفة: "دكتورة انا كذبت عليك.. لما قلتلك عن اللي كنت احبه،"
لطيفة: "موب انا اللي انهيت العلاقة، هو.. عقب ما صحيت من الحادث بكم يوم.. كان معي زين و كل شي.. بس لما شاف شلون صارت نفسيتي.. و شاف شلون صرت امشي.. تركني.."
د.منال: "شلون تمشين؟"
لطيفة: "كنت ما امشي زين عقب الحادث.. الحين احيان ماقدر امشي بس اخف من قبل.. "
د.منال: "معقول تركك علشان كذا؟"
لطيفة: "ايه.."
د.منال: "مو كفو.. وشلون وش صار احكي لي"
مو كفو...
عقب ماصحيت من الحادث رجعت البيت مو مصدقة ان ريم ماعاد هي بموجودة..
جوالي كان مسكر مع شنطتي و اغراضي..
رجعت نمت من تأثير الادوية..
قمت ثاني يوم الصبح على صلاة الفجر..
صليت الفجر و قعدت اصيح..
ما بإيدي حيلة اسوي أي شي..
ما بإيدي ارجع ريم.. ولا بإيدي اروح لها..
اللي كنت اقدر اسويه بس الصياح و الدعاء..
يارب كون معي يارب..
يارب يا مدبر سبع سماوات و سبع اراضٍ و من فيهن..
يارب دبر لي اموري..
يارب اجبر كسر خاطري و قلبي..
يارب امسح على قلبي..
يارب صبرني على فراق من كانت قطعة من روحي..
يارب أعنّي على الدعاء لها..
يارب انها في ذمتك و حبل جوارك فارفع منزلتها و اعفُ عنها و ارحمها يا ارحم الراحمين..
و ضليت ادعي الى ما طلع الصبح..
جتني أمي
أمي: "صباح الخير حبيبتي، شلونك؟ عسى نمتي مرتاحة؟"
قمت اركض و لميتها..
حسيت ما ودي افك حضن أمي..
الدنيا موب امان يمه.. ريم راحت..
"يمه رجعيني داخل بطنك..
يمه مابي اكبر..
يمه ابي ارجع طفلة صغيرة"
تنهدت امي: "تذكرين.. كأنه امس يوم جيتيني قلتيلي تعرفت عليها.. قعدتي توصفين لي اياها.. شعرها ناعم مره يمه ابي زيه.. تذكرين لما كنتي تغارين من شعرها؟ "
"بس راحت.."
امي: "راحت لربها.."
"بعيدة عني.. ماقدر اشوفها.."
امي: "تشوفينها مو بعيونك.. تشوفينها بقلبك"
"يمه اشتقتلها.. معد بشوفها.. والله مافيني القوه اللي تخليني اصدق هالشي.."
لمتني امي اقوى.. "اششش اذكري الله، الله بيكون معك ان شاءلله"
كملت صياح بحضن امي اللي ماكان ودي اطلع منه..
عطتني امي ادويتي اللي خلتني اتخدر شوي شوي و انام..
قمت عقب ساعتين..
تذكرت..
صديقاتي؟
اهلي؟
تركي؟
هذولي وينهم كلهم..
دورت جوالي و حطيته يشحن لانه كان طافي..
عيا يشتغل..
رحت ادور في جوالي القديم
ادور في الاوراق اللي بالدرج..
رقمه..
ماعمري فكرت احفظه
كنت دايم بجمبي
ما يمديني ادور الا القاك
ما تخيلت اني ممكن احتاجلك كذا و ما القاك..
لقيته
نزلت لأمي تحت بالصالة
"يمه وين جوالك"
امي: "هلا حبيبتي قمتي، فوق بغرفتي جوالي ليه؟"
"ابدق على وحدة و جوالي عيا يشتغل"
امي: "فوق بغرفتي تلقينه"
اخذت الجوال و دخلت غرفتي و سكرت الباب.
#-،،،،،،،،ألو؟
سكت..
#-ألوو؟ مين معاي
-تركي.. انا لطيفة..
#- لطيفة! طلعتي من المستشفى! وينك فيه وينك اجيك
-بالبيت.. بس لاتجي..
#- اشتقتلك يا عيوني انتي وشلونك عساك بخير؟ يوجعك شي؟ متى قمتي؟
-تركي شفت وش صار..
#- ايه.. الله يرحمها.. رحت العزا..
-انا مارحته.. ولا شفتها.. ما ودعتها.. ريم راحت للابد..
#- ماعليه حبيبتي هذا قدرها..
تنهدت- تركي انا تعبانه.. ماقدر اشيل كل هالحمل لحالي..
#- حبيبتي اذكري الله انا معك.. مارح اتركك لو وش يصير.. راح اشيل الحمل معك
-طيب.. انا بسكر الحين
#- هذا رقمك الجديد؟
-لا، هذا جوال امي لاترد لو دقت عليك لاني قلتلها صديقتي..
#- وين جوالك انتي
-مدري خرب.. احسن..
#- بكره ابجيبلك غيره .. حبيبتي لازم اشوفك..
-ان شاءلله انا بحاكيك
#- يلا عمري مع ان ما ودي اسكر بس اخليك ترتاحين..
-شكرا
#- احبك ديري بالك على نفسك.. تبين شي؟
-سلامتك
#- ف امان الله
-مع السلامة
و سكرت.
اتصالي فيه ريحني..
فيه للحين اشياء حلوة بالدنيا..
فيه حضن امي..
فيه صوت تركي..
صوت تركي اللي وعدني توه
"حبيبتي اذكري الله انا معك.. مارح اتركك لو وش يصير.. راح اشيل الحمل معك"
جاب لي جوال و شافني..
شاف حالتي ..
اتصل عقب اسبوع
تركي: "حبيبتي انا ابي اشوفك"
"تعبانه تركي يوم ثاني"
تركي: "لا موضوع ضروري"
"وشو"
تركي: "بجيكم البيت"
"وش بقولهم"
تركي: "اخو صديقتي مادري اي شي هي كلمتين و بروح"
"يعني لازم؟ مابي اكذب"
تركي: "لطيفة لازم.. هذي اكثر مره لازم اشوفك فيها"
"خلاص ان شاءلله انتظرك"
و جا.
عند باب الشارع.
فتحت الباب.
ولا تركي واقف و عيونه تدمع.
"وشفيك تركي؟ صاير شي؟"
تركي: "لطيفة سامحيني"
"على وشو"
نزل راسه و صار يناظر الارض
"تركي وش فيك قول على وشو اسامحك"
رفع راسه: "انا لازم اروح.."
ناظرته.. ناظرت عيونه.. ناظرت شفايفه اتاكد من اللي يقوله..
يمكن سمعت غلط..
"ايش"
مسك ايدي بايدينه الثنتين: "انا اسف.."
رجولي اللي يالله امشي عليها ماعادت تشيلني..
حسيت ببرودة برجولي.. باطراف ايدي اللي كان تركي ماسكها..
جلست على الارض..
جلس تركي قدامي.
تركي: "انا اسف.. سامحيني"
"تروح وين.. و ليش.. تركي انت وش تقول"
تركي: "قلت لأمي عنك.. و حكيت لها وش صار لك و انتي شلون تمشين الحين.."
"ايه؟ و وش قالت؟ قالت روح عنها اتركها؟ تركي وش اللي تقوله انت فهمني"
تركي: "حبيبتي.. انتي نفسيتك تعبانه واجد.. و وجودي بجمبك مارح يغير شي.. العكس راح يتعب نفسيتي انا بعد.. و امي يوم درت انك ماتمشين.."
"قالت ماتبيني؟"
تركي: "قالت ماتبيك.."
"تركي انت قاعد تسمع اللي قاعد تقوله؟ انت فاهم كلامك؟ انت بكل عقلك تقول كذا؟"
سكت.
"انا مين؟ انا موب لطيفة؟ لطيفة اللي تحبها؟ تركي وشلون وجودك مارح يغير شي؟ وجودك بيغير اشياء واجد! انت من اهم الناس الي لازم توقف معي بموقف زي كذا.. وشلون ما اصدق الله تقوله.."
سكت.
"تركي رد!!"
دمعت عيوني..
"مارح ترد صح؟ طيب.. اسمع كلام امك.. ولا تحب وحدة تعرج.. ولا تحب وحدة صديقتها متوفية من كم يوم و نفسيتها تعبانه ولا توقف معها.. لانها ما تعني لك شي.. "
تركي: "اصحك تقولين كذا.. انتي تعنين لي واجد لطيفة! اكثر مما تتخيلين!"
ابتسمت و عيوني تدمع: "ايه واضح.. لا قدرت اتخيل.. مره واضح.. اعنيلك واجد انا.."
حاولت اقوم عن الارض بصعوبة..
ساعدني تركي.
يوم وقفت على رجولي: "طيب تركي خلاص تقدر تروح اللي تبي توصله وصل لاتخاف"
تركي: "مسامحتني؟"
"هذا همك؟"
تركي: "تكفين.. مو بايدي.. انا اسف"
"تركي روح.."
تركي: "ابوس ايدك سامحيني" و مسك ايدي يبي يحبها.
سحبت ايدي: "مسامحتك روح عنّي!"
و دخلت البيت و سكرت الباب..
~~~
د.منال: "موب رجال هذا!"
"الله يسامحه.."
د.منال: "ما يستاهلك والله، هو الخسران"
"اصلا ماعادت تأثر فيني السالفة.. عقب ريم كل شي صغر بعيني.."
.
**** في نفس اللحظة في مكان ثاني بالعالم.. ****
"ايه يبا حبيبي والله سويت كل شي لاتشيل همي انت"
-"سكري الشقة زين وسكري الكهرب لاتنسين"
"ان شاءلله حاضر"
-"و اطلعي من البيت بدري علشان ما تتاخرين على الطيارة"
"يبا شدعوة اول مره اسافر"
-"العادة انا معك، هذي اول مره انتي تجين من هناك بلحالك ادري فيك بتنسين شي، و ايه لاتنسين شنطة صغيرة و خذيها معك الطيارة لاتضيع اشياءك نفس كل مره"
"لاتخاف كل شي بيصير نفس ما انت كنت تسويه، انا الحين لازم اسكر بروح اتحمم و اسكر الشنطة"
-"ليلحين ما سكرتيها!"
ضحكت: "يبا الله يهديك انت معي عالخط من الصبح متى يمديني اسوي شي"
-"طيب طيب يلا اخليك خلصي اشياءك وحاكيني اذا وصلتي المطار"
"برسلك مسج اخاف تكون نايم"
-"دقي طمنيني مانيب نايم بجي اخذك انا"
"ان شاءلله حاضر"
و سكرت اخيراً.
قمت تحممت و بدلت و خلصت كل شي وسكرت شنطتني.
حاكاني التاكسي و قالي انه تحت.
نزلت الشنطة للتاكسي.
طلبت منه ينتظر دقيقة و رقيت الشقة.
ناظرت كل جزء من الشقة..
مادري متى برجع مره ثانية..
ما ابي ارجعلها..
ماودي اني ارجعلها ابد..
صح ان قضيت فيها واجد..
بس ما كانت سنين حلوة بالنسبة لي..
مرض امي و وفاتها..
ابوي و شلون يتعب مع خواتي اللي بالبيت..
و شلون بنفس الوقت خايف عليّ هنا ووده يكون بجمبي..
قررت اني اسحب ملفي من هالجامعة و اروح اكمل عند اهلي.
اوقف مع ابوي ما اتركه يتحمل كل شي بلحاله.
ودعت شقتي و سكرت الباب و نزلت للتاكسي.
وانا نازلة شفت اسما.
اسما: "ناوية تروحين وانتي مو مودعتني؟ ما تستحين على ويهج؟"
"امس ودعتك وشفيك"
اسما: "ايه بس ولو. اليوم بعد مفروض تدقين عليّ "
"اسفين عمتي ما قلتيلي"
اسما: "بشتاق لج.." و مسكت ايدي.
"انا اكثر"
اسما: "صح انه بنصير بعاد عن بعض.. بس دايم تخيليني يمج.. و أي شي تبينه قوليلي زين؟"
"اكيد.."
اسما: "حماره.. اشوه انج موب معاي بالشقة ولا جّان ياني اكتئاب"
ابتسمت: "شفتي الحمدلله.. خيره"
اسما: "مو تقطعين عاد.. تعالي زورينا كل فترة"
"ماظنتي ابجي مره ثانيه.. انتي اذا اذا جيتي السعودية قوليلي"
اسما: "ان شاءلله.."
قالتها و هي تناظر الارض.
"اسما لاتصيحين بصيح معك ترا"
لمتني: "استودعتج الله.. ديري بالك على نفسج"
"ان شاءلله .. يلا حرام التاكسي صارله شوي ينتظر.. "
ودعت اسما و ركبت..
اخذنا طريقنا للمطار.
سويت اوراقي و شريت قهوتي وانتظرت.
كان معي حلا مسويته امي قبل تتوفى يوم كانت عندي بالشقة بآخر زيارة لها..
و تركته ما اكلته ولا شي ابيه ذكرى..
ركبت الطيارة و كالعادة اول وحدة اطلع و اقعد سنه انتظر.
طلعت لقيت مكاني حطيت شنطتي فوق و جلست.
انتظر..
ماكنت في مزاج يسمح لأحد يقعد بجمبي..
صدق كنت موب طايقه حتى نفسي..
قعدت اناظر اللي داخلين الطيارة واحد واحد..
صراحة كنت افضل شايب يقعد بجمبي.
من يقعد يحط راسه و ينام ولاتحسين ان فيه احد بجمبك.
لا لا هذا متين بيضايقني..
لا هذي معها ولدها يارب ماتقعد هنا..
لا تكفى بدلة و معك لابتوب بتقعد فاتحه طول الرحلة وخر عني...
و كلهم تعدوني ولا احد قعد بالكرسي اللي بجمبي..
الحمدلله هذا الي ابيه!
خلاص بيسكرون الباب حق الطيارة .
حطيت شنطت ايدي بالكرسي اللي بجمبي.
ارسلت مسج لأبوي "حبيبي انا الحين بسكر جوالي الحين الاقلاع، مادقيت مابي ازعجك ابيك ترتاح.. يلا استودعتك الله يا عمري اشوفك بالمطار ❤️ "
حطيت جوالي على وضع الطيران.
دخلت الموسيقى و حطيت سماعاتي باذني و سرحت بالمنظر من الشباك..
أملي بربّي كبير..
متأكدة أن كل اللي صار خيره..
و متأكدة أن الله بيعوضني باللي احسن منه..
الله يرحمك يا يمه..
كنت اتمنى اكمل.. ادري كنتي تبيني اتخرج من هناك..
بس والله حاولت يا عيوني انتي.. ستة اشهر عقب وفاتك وانا احاول اكمل دراستي..
بس حالة ابوي و خواتي صعبة يمه..
خواتي صغار و ابوي رجال كبير ما يقدر يهتم فيهم..
صدقيني بصيرلهم الأم و بنفس الوقت بكمل دراستي عندنا.. اشتقتلك يا يمه..
قطع حبل افكاري صوته الخشن.
-excuse me. Is there anyone sitting here?
و اصبعه يأشر على شنطتي اللي حطيتها على الكرسي اللي ظنيت انه فاضي..
ناظرته،
طويل، اسمر، لابس جاكيت جلد اسود و لحيته السودا الخفيفة مغطية نص ملامحه..
اخذت الشنطة.
-No it's free. و ابتسمت.
ما انتظرته يقول شي حطيت الشنطة بحجري و رجعت اناظر الشباك.
سكرو اللمبات و اقلعنا.
عقب نص ساعة.
ناظرته بجمبي كان يشوف موڤي و حاط السماعات.
طلعت رواية عربية كنت وقفت قرأتها قبل فترة،
بس الملل و القعدة ل١٩ ساعة بتخليني ارجع اقراها.
طلعتها من شنطتي و حطيتها قدامي و قعدت ادور شي ثاني بالشنطة.
فجأة صرخ اللي بجمبي : "امممما عربية!!"
فوق ما انه روعني.
صوته كان مررره عالي لانه كان حاط سماعات.
"بسم الله! ايه عربية!"
-"والله اني قايل شكلك ما يعطي اجنبي" و ضحك.
ابتسمت و درت وجهي الجهة الثانية.
-"عالعموم تشرفنا"
ابتسمت و درت وجهي.
الحين صارلي من جلست وانا اناظر الناس و اتشرط من ابي يقعد بجمبي.
و اخر شي يجيني سعودي؟
-"يا لو سمحتي"
"نعم"
-"اعوذ بالله وش هالنفس الخايسة يا كافي"
"ايه انا نفسي خايسة ممكن تسكت و تخليني بحالي؟"
-"لا ميت عليك انا، والله مصدقة عمرك مسكينه"
و حط السماعات باذنه و كمل الموڤي.
و كملت انا روايتي..
عقب ساعة يمكن قام راح الحمام.
و رجع جلس مكانه و طلع دخان و ولاعة من جيبه و حطهم على الطاولة.
و ريحته كانت دخان تصك الراس.
"الحين حاطين لك لوحة كبر قريح ممنوع التدخين موب شايفها؟"
مارد عليّ و حط السماعات.
"قاعدة اكلمك ممنوع تدخن بالطيارة! رايح لي الحمام تدخن!"
مارد بعد.
طقيت الجرس اللي انادي فيه المضيفة.
"انا اعلمك"
ضغط هو بعد على حقه.
-"وانا اعلمها انك جايبة اكل معك" و ابتسم.
و ناظر الحلا حق امي المحطوط بجمبي ورفع حاجبه.
"وش عليك من اكلي انت!"
-"ممنوع تدخلين اكل الطيارة، موب انتي ماشية على النظام؟ امشي عليه كله"
"اكل غير دخان! اكل مارح يضر احد"
جت المضيفة.
-yes ma'am?
ناظرني و هو مبتسم ابتسامه شماته.
ماعرفت وش اقولها..
اعتذرت منها قلتلها انه بالغلط .
راحت.
ابتسم اللي بجمبي.
ناظرته : "ممكن شوي ابي اقوم"
قام و طلعت
رحت ادور بالطيارة ادوّر كرسي فاضي
هناك كلهم بزارين ما استحملهم.
و هناك الكرسي جمب واحد وضعه يخوف.
و هناك عجوز كبيره بتغثني مارح تسكت.
كل الكراسي كان فيه شي ما يخليني اقعد فيها.
رجعت لمكاني فاقدة الامل.
قام و خلاني ادخل.
"فيه كراسي فاضية واجد ورا"
-"طيب؟ ليه مارحتي لها؟"
"انت روح.."
ضحك: "انا عاجبني مكان ولله الحمد"
"روح دخن كثر ما تبي عندهم الله يخليك"
-"انا حاجز هنا مقعدي، اذا متضايقة انتي روحي"
"اففففف" و درت وجهي اناظر الشباك.
عقب كم ساعة ..
سكرو اللمبات ونامو الناس،
ناظرت اللي بجمبي كان يناظر موڤي
كان مره برد.
و حق التكييف عالي ما اطوله.
طقيت الجرس اناديهم يساعدوني.
بس محد جا
طقيته مره ثانيه
وقف الموڤي و ناظرني.
-"شفيك وش تبين؟"
"مابي شي حاكيتك انا؟"
-"ليش قاعدة تطقين عليهم"
"ابيهم انت وش عليك"
ناظر ايدي اللي كانت ترجف من البرد
ضحك: "وشفيك ترجفين؟ بردانه؟"
"ما يضحك"
-"بعدين احد يلبس فستان بالطيارة الله يصلحك"
"وش عليك مني انت البس اللي البسه"
-"طيب ليه ما تقومين تسكرينه؟ فوقك هو"
"ما اطوله"
ضحك-"اقوم اسكره لك؟"
سكت.
-"ها تبين اسكره؟"
"ايه.."
قام و سكره.
"شكراً"
-"العفو، تدفي ماعندك شي تتدفين فيه؟"
"بالشنطة عندي الحين اجيبه"
-"انا اجيبه انتي ماطلتي المكيف بتطولين هذا" ضحك.
"مايضحك"
-"وين شنطتك"
"هنا فوقنا"
-"وشلون شكلها"
"بنفسجي لونها، افتحها اول شي تلقاه قدامك لونه اسود عطني اياه"
-"اسود ... اسود ..، ايه هذا هو"
و طلع لي جاكيت خفيف و سكر الشنطة.
"شكراً"
لبست الجاكيت
-"العفو"
و قعد.
ناظر الحلو حق امي اللي كان محطوط بجمبي.
-"ماودك تضيفينا؟"
"هذا موب للاكل.."
-"ها اجل لوشو زينه بس؟"
"امي مسويته"
-"طيب دام امك مسويته نذوقه ماتضر حبه"
"قديم، صارله تسع اشهر"
-"تسع اشهر! و ليه ما انوكل"
"قصته طويله.."
-"اسمعها وش وراي"
تنهدت: "امي يوم جتني اخر مره قبل تسع اشهر سوتلي اياه.. و حطته اختي بالثلاجة و سافروا، و انا نسيت مره كانت حاطته اختي بمكان مو مره مبين.. عقب ما راحو بفترة امي توفت.. و قبل كم يوم وانا افضي ثلاجتي لقيته.. ارتحت كذا؟"
-"الله يرحمها و يسكنها فسيح جناته"
"امين جزاك الله خير"
-"ابوك عايش؟"
"ايه"
-"الله يخليه لكم"
"كأنه قلبناها احزان شوي؟ يلا كمل الموڤي حقك وانا بنام"
ابتسم: "انا اسف اذا ضايقتك لما قلت بقولهم على الاكل.."
"لا شدعوه"
سكرت عيوني..
ابيه يسكت..
سويت نفسي قوية،
و سكرت موضوع امي و قلت ما ابي نقلبها حزن..
كذبت.. سكرته علشان لا اصيح..
لا يببن انكساري قدامه..
نمت..
صحيت و الطيارة كانت ظلمة..
التفت يميني لقيت اللي بجمبي نايم و الموڤي حقه يشتغل.
شلت السماعات من اذنه و وقفت الفيلم.
و قعدت اناظره
الحين ليه من بين كل هالناس قعد بجمبي انا؟
يعني موب ساعة ولا ساعتين..
اكثر من ١٩ ساعة
فتحت الشباك ..
كانت الشمس توها تطلع..
السما لونها بنفسجي..
تمنيت بلحظة اني افتح الشباك و انزل،
اطير بين السحب..
ولا افكر بشي ثاني بالدنيا..
فتحت الكتاب اللي كان المفروض اقراه..
فتحت اخر صفحة البيضا الفاضية..
"اللهم يا مغير الأحوال، غير حالي الى أحسن حال..
يارب برد تربة أمي.. يارب اجعل نسائم الجنة تهب على قبرها.. يارب أعن أبي و قدره على تحملنا.. يارب قدرني على ان اساعده.. سبحانك يارب تغير ولا تتغير.. يارب غير حالنا الى حالٍ أحسن و أدخل الفرحة على حياتي و حياة أبي و خواتي.."
-"اححم"
سكرت الكتاب.
"انت مو نايم بسم الله"
-"والنايم ما يصحى؟ فاتحة الشباك بتصحين كل الطيارة موب بس انا"
سكرته ولا رديت عليه.
-"عن وشو يحكي الكتاب هذا من ركبنا وانتي تقلبين فيه"
"رواية"
-"عن وشو تحكي"
"مدري ما خلصتها، اخلصها و اعلمك"
-"مدري مين يحكي للثاني، الرواية تحكي لك ولا انتي تحكين لها"
ناظرته: "نعم؟"
-"يعني، اشوفك تفتحين صفحات الرواية ما تقرينها.. احسك انتي تقولين قصتك لها"
"اقول قصتي لها اقول اللي اقوله انت وش عليك مني"
-"ما عليّ منك ماقلتلك شي.. سوي اللي يريحك.. بس كنت بنصحك ماتقرينها لان نهايتها موب حلوة"
"شكرا ماطلبت نصحيتك"
-"كيفك.. قلتلك نهايته خايسة.."
"يعني بتفهمني ان انت قريتها الحين؟"
-"ايه ليه ابكذب"
"مدري موب شكلك تقرا"
-"ليه اللي يقرا لازم له شكل معين؟"
"لا مو كذا بس مدري، "
-"تبين اقولك الرواية؟"
"قول خنشوف وش عندك"
-"تحكي عن اثنين مبتعثين يحبون بعض، و الولد لعاب و كله يخونها و يكذب عليها، و هي خبله كل مره تسامحه"
"ليه قلت خبله يعني علشانها تسامحه؟"
-"لانها خبله يكذب عليها و يخونها و تسامح؟"
"طيب تحبه؟ اكيد تسامح ماتبي تخسره"
-"وش الفايدة؟ يعني واحد يكذب علي و مسويلي ازمة بحياتي، وش احسن اخسره ولا اقعد احبه و اتعب نفسي؟"
"عاد انت ماتعرف وش تحس هي.. يمكن هو يسوي اشياء ثانية تشفع له؟"
-"الكذب كذب و الخيانه خيانه، مافيه شي يشفع لهم"
"مدري احس الا، اسمحلي بس شكلك ابد ما يقول تقرا عن الحب و تحكي بهالمواضيع"
-"ليه وش شايفه قدامك" ضحك.
"مدري بس غريب تفكيرك، يعني احسك بتغير تفكيرك هذا عقب كم سنه"
-"وصلت لهالعمر و تفكيري هو هو"
"وصلت لهالعمر وكل يوم اغير نظرتي في الاشياء"
-"نظرتك ايه بس تفكيرك"
"حتى تفكيري تغير، قبل سنه بالضبط تفكيري كله كان بدراستي و شلون اجيب احسن العلامات، تفكيري كان وش اشتري هدايا لخواتي و امي اذا رحتلهم بالعطلة الجاية، تفكيري كان وين نروح انا و صديقتي نذاكر عقب الجامعة!
كنت افكر بنفسي بس.. كنت ضامنه الدنيا، ضامنه ابنام و اصحى بكره و كل شي ماتغير.. ضامنه عقب سنه و شوي برجع لاهلي و شهادتي بايدي و حياتنا طبيعية..
و اليوم شوفت عينك.. تفكيري وشلون احمي خواتي من هالدنيا.. صرت امهم.. نظرتي للدنيا بكبرها تغيرت.. صارت معاملتي مع الناس غير بعد"
-"بس فيه مبادىء ما تتغير"
"يابن الحلال خلها على ربك بس.. كل شي بغمضة عين يتغير.."
-"ابن الحلال بدر"
"هاه؟"
-"ابن الحلال اسمه بدر"
ضحكت"تشرفنا"
-"و بنت الحلال؟"
"وشو"
-"بنت الحلال وش اسمها"
"مضاوي"
-"مضاوي.. حلو"
"شكرا"
-"العفو،"
سكتنا شوي.
-"قهوة؟"
"لا شكرا"
-"انا بقوم اجيب لي"
.
.
No comments:
Post a Comment