Thursday, August 13, 2015

النهاية ...



متى تبدأ حيواتنا؟! 

من الخوف الأول، و البكاء الأول، 
و ليلة الأرق الأولى، والوقوف الأول أمام الموت.. 
الموت الحقيقي الذي يعبرك، تشعر به..
يضغط على صدرك بثقل مؤذ، و يلتقط روح أحدهم و يغادر.. تاركاً في قلبك فراغاً بارداً، و أصوات بكاء كثيرة.. 
الموت الذي ينظر اليك و كأنه يخبرك انه لم ينته هنا،
 وأن روحاً اخرى ستغادر.. 
روحاً تعرفها، و تألفها، و تتذكر صوتها و لون عينيها.. ! 

...

فزيت من سريري ..

كابوس زي كل مره .. 

انتبهت ان جوالي كان يدق .

( تركي )

#- الو
#- صباح الخير 
#- صباح النور
#- اسف صحيتك؟
#- غريب عليك؟ كل يوم تصحيني 
#- ايه اشوه زين
سكت .
#- امزح معك، احب اصير اول شخص تسمعين صوته اول ماتقومين واخر شخص قبل تنامين ، و تحلمين فيني بعد
#- ان شاءلله حاضر 
#- اسبوعين بس و تصيرين زوجتي، اخيراً، مايصير نسوي العرس بعد الملكة بيوم؟
#- لا طبعاً
#- ليش
#- علشان مابي نستعجل ، ملكة و بعد فترة العرس 
#- مو مشكلة اهم شي ملكة علشان اصير اطلع معك متى ما ابي واذا مابغيتي طلعة اجيك البيت
#- ايه ..
#- وشفيك؟ ما احسك متحمسة
#- تركي توني صاحية من النوم .. 
#- طيب وشفيها؟
#- مابعد قمت من السرير، بروح اغسل وجهي و اتحمم و اصحصح و احاكيك
#- طيب اوكي بس لاتسحبين مثل كل مره
#- ان شاءلله .. باي ..

كان ثقيل على قلبي ..

ثقيل لدرجة صرت احفظ الكلام اللي يبيني اقوله و اقوله له .

بدون اي مشاعر .

عقب اسبوعين بنملك انا و تركي .

كلام امي خلاني اسكت ولاعاد افاتحها بالموضوع مره ثانيه.

الفترة الاخيرة صايرة احلم بريم واجد ..

ريم تسألني عن سعد ..

سعد اللي ما رفعت السماعة عليه من زمان .. 

احسه هو مرتاح كذا ..
انا اكثر وحدة اعرف لو سعد بغا شي وش يسوي علشانه..
ما سوا شي يوم رحت .. 
ماظن انه يبيني .. 
بعدين اهلي ما ظن يردون تركي و يوافقون على سعد ..
اصلاً وش بقول؟ وش بقول لاهلي؟ وش بقول لتركي و امه؟
الكل بيقلب عليّ.. 
و سعد اولهم ..
مارح ينسالي اياها ..
تركته و رحت اركض لتركي ..
مارح ينساها و يرجع يحبني نفس قبل ..
ومعه حق ما الومه ..

رحت الحمام اغسل وجهي ..

يوم طلعت لقيت ابوي عند الباب .

"الحمدلله على السلامة؟ متى رجعت؟" ابتسمت.

ابوي: "الله يسلمك .. امس بالليل .."

"امي قالت انك موب جاي قبل الويكند؟"

ابوي: "ايه كنت بس غيرت رايي"

"فيك شي؟"

ابوي: "لا لا مافيني الا العافية الحمدلله .."

ابتسمت .

دخل و جلس على السرير : "لطيفة حبيبتي .. امك قالتلي وش قلتي لها .."

"امداها؟"

ابوي: "مو هذا المهم .. قالت لي انك مو مقتنعه بتركي"

"ماقلت موب مقتنعه بس .."

ابوي: "انا بعد مو مقتنع فيه.."

"شلون؟ ليش وافقت طيب؟"

ابوي: "قلت اذا انتي تبينه و امك موافقة خلاص "

"مو مقتنع فيه ليه"

ابوي: "يعني مايشتغل، معتمد على اهله، و شخصيته غريبة شوي .. فا اذا انتي ما تبينه مب حسافة تراه"

"بس امي صادقة .. من يبيني .. من حسن حظي ان تركي يطالع وحدة مثلي.."

ابوي: "تركي من حسن حظه وحدة مثلك تطالعه"

"لا يبا صدق"

ابوي: " فيه احد ثاني غير تركي؟"

"احد ثاني وشو لا طبعاً.." ارتعت.

ابوي: "لو فيه واحد ثاني خليه يحاكيني.. ولو كان مناسب انا بنفسي اكلم تركي و اقوله ماعندنا بنات للزواج"

"لا مافيه .."

ابوي: "عالعموم الملكة بقى عليها اسبوعين، لو جيتيني قبل الملكة بساعة تقولين مابيه حطي في بالك اني بوقف معك و بسوي اللي تبينه"

"شكرا حبيبي انت "

حب راسي: "يلا حبيبتي انا طالع تبين شي؟"

"سلامتك"

و طلع.

رحت شفت جوالي لقيت مضاوي داقة كم مره .

صارلها كم يوم تدق و ما ارد عليها .

اتصلت اشوف وش تبي.

#- الو
#- تستهبلين لطيفة! وين مختفية!
#- موجودة
#- ليش موب قاعدة تردين صارلي كم يوم اتصل
#- انشغلت
#- بوشو انشغلتي
#- مضاوي عندك شي مهم بتقولينه؟ لاني مشغوله
#- ايه عندي، سعد بالمستشفى، تعبان بغرفة العمليات الحين، قلت اقولك يمكن تبين تشوفينه
#- وشفيه!
#- قلبه 
#- وين اي مستشفى
#- ** 
#- يلا جاية الحين

...
..
.

-مضاوي

بدر: "اتصلتي عليها؟"

"ايه"

بدر: "طيب خذي جبتلك قهوة"

"شكرا مابي، انا ماشيه الحين اصلاً"

اخذت شنطتي ابي اقوم.

بدر: "لحظة اذا بتروحين علشاني انا اللي امشي.. انتي خلك مع سعد .."

سكت .

بدر: "للاسف الواحد مايقدر يعلم الغيب .. ولايقدر يشوف مستقبله.. وش بيصير بالمستقبل... من الناس اللي بيقابلهم بالمستقبل .. لو انه الانسان يعرف هالاشياء كان حياتنا غير الحين .."

سكت.

بدر: "انا بمشي تفضلي قهوتك"

حطها و طلع من المستشفى .

جلست شوي ولا جت لطيفة.

لطيفة: "مضاوي .. وينه اي غرفة؟"

"اول غرفة يسار .. مارح يدخلونك للحين ما خلصوا .."

جلست بجمبي : "طيب هو وش صار فيه؟"

"مادري .. فجأة طاح بالمكتب"

لطيفة: "شلون كانت حالته؟ يعني كان مريض شكله قبل؟"

"لاكان عادي "

لطيفة: "انتي كنتي معه؟"

"لا، بس كنت بالمكتب عنده امس، "

لطيفة: "ليش"

"قضية بدر والاشياء المتورط فيها"

لطيفة: "اه .. طيب ابروح اشوفه لو من ورا القزاز مايخالف"

قامت .

-لطيفة

دخلت لقيت غرف كثييرة.

و كلها مسكرين الستارة حقت الغرفة.

شفت ممرضة.

"لو سمحتي، وين غرفة سعد ال*؟"

-: "انتي مضاوي؟"

"لا"

-: "هو الحين بغرفة الافاقة، تقدرين تروحين تشوفينه بس سجلي بياناتك هناك اول، و لو تعرفين مضاوي خليها تروح معك لانه من صحى و هو ينادي عليها"

"ينادي مضاوي؟ "

-: "ايه، تعرفينها؟"

"ايه هي موجودة برا .. بس متأكدة قال مضاوي؟ يمكن قال لطيفة؟"

-: "لا لا متأكدة مضاوي اقولك الاسم حفظته من كثر ماقاله" و ضحكت.

"طيب.. الحين اناديها و ندخل.. يعطيك العافية"

رجعت لمضاوي .

-مضاوي

جت لطيفة من داخل.

"ها شفتيه؟"

لطيفة: "يقولون صحى .. "

"صدق؟ زين طيب نقدر نشوفه؟"

لطيفة: "ايه، مضاوي انتي كم صارلك تروحين لسعد؟"

"اروحله وين"

لطيفة: "المكتب و كذا"

"يعني من فترة"

لطيفة: "و انتي و بدر وش صار عليكم"

"ماصار شي.. مابينا شي"

لطيفة: "امم ماشاءلله .. لان الممرضة قالت لي انه من صحى و هو ينادي اسمك .. امداكم ماشاءالله"

"امدانا وشو"

لطيفة: "مادري عنكم، شوفي وش بينك و بينه"

"لطيفة، انتي مالك حق تجين تحاسبيني طيب؟ انا اللي المفروض احاسبك! ولا فيه وحدة صاحية تحكي عن اللي كانت تحبه قدام واحد يحبها!! و بكل جراءة تتركين سعد و تقولينله ابرجع لتركي!!"

لطيفة: "على الاقل قلتله .. انتي ما امداك تركتي بدر رحتي لسعد؟ ولا فكرتي انه كان بيننا شي انا وسعد"

"ووو ووو لحظة شوي شوي وش قاعدة تقولين؟ شدخل هذا بهذا، حنا قاعدين نتكلم عنك انتي و سعد"

لطيفة: "لا نتكلم عنك انتي و سعد"

"انا و سعد؟ وش دخلني بسعد انا؟"

لطيفة: "من صحى و هو يقول اسمك؟ وش معناته؟"

"وش معناته؟ "

لطيفة: "انا اللي قاعدة اسألك"

"خلاص نروح نفهم من سعد وش معناته"

دخلنا و سجلنا اسامينا و رحنا لسعد .

من دخلنا قال: "مضاوي..."

"وشو خير شفيك!"

سعد: " لازم تروحين .. "

"اروح وين"

سعد: "مادري روحي اي مكان .. صقر .."

"وشفيه؟"

سعد: "روحي بعيد .. ارجعي امريكا .. صقر ناوي شر .."

"ناوي لي انا؟"

سعد: "ايه .. قال بيسوي فيك شي .. مادري وش بيسوي .. بس شي موب زين .."

"من قالك طيب"

سعد: "سمعته .. حاطين اجهزة تنصت على جواله .."

سكت .

لطيفة: "وش السالفة!"

سعد: "روحي مضاوي، تراه مايخاف من احد .. "

لطيفة: "ممكن احد يفهمني وش السالفة؟"

سكت و طلعت .

موب عارفة وين اروح ..

صقر ممكن يسوي اي شي مثل ماقال سعد .. 

ودي اكلم بدر بس وش اقوله .. 

انا اللي وخرته عني و حلفت اني لايمكن اسامحه ..

طلعت من المستشفى و رجعت البيت .

استقبلتني خالتي عند الباب .

خالتي: "هاه شرفت الاخت! وين كنتي"

"خير وش فيكم؟"

جا ابوي: "وين كنتي مضاوي"

"كنت بالمستشفى .. وحدة صديقتي تعبانه"

ابوي: "بالمستشفى من امس بالليل!"

"وش امس بالليل لا، الصبح الساعة عشرة طلعت"

ابوي: "سريرك نفس ماهو من امس ، شلون نمتي فيه"

"هاو يبا اكيد سوته الخدامه بعدين وين بنام يعني"

خالتي: "الخدامة ماتصحى الا ٩، انا قمت ٧ و نص مالقيتك بغرفتك"

"انتي من متى تجين غرفتي اصلا و تشوفين موجودة او لا؟ يبا والله العظيم اني نمت هنا و قمت عشر رحت المستشفى"

ابوي: "و هذا وشو"

"وشو"

ابوي: "الدخان هذا لقيته بغرفتك، و على سريرك محطوط ، بعد قولي موب حقي"

ناظرت اللي بأيده .

دخان بدر وولاعته .

"بغرفتي كان بس موب حقي.. ماكان فوق السرير اصلا"

ابوي: " قولي حق صديقتي بعد؟"

"يبا والله العظيم قسم بالله موب حقي!! بعمرك شميت ريحتي دخان؟!"

ابوي: "وش يسوي بغرفتك اجل؟"

"حق وحدة نسته عندي .."

خالتي: "وحدة ولا واحد!؟"

ابوي: "من هالوحدة"

"وحدة معي بالجامعة.."

ابوي: "طيب تاخذين خالتك و تروح تشوف هالوحدة و تعطيها اغراضها، و تمرون بعد على الوحدة اللي بالمستشفى من امس بالليل ماشاءلله، و لو طلع حكيك كذب "

"وش دخل خالتي تروح معي!! يبا انت مصدقها الحين؟"

ابوي: "ولاكلمة ما تتناقشين معي!"

"طيب اوكي الدخان حقي وانا ادخن و احشش بعد زين!!! "

رقيت الدرج: "وايه صح، امس مانمت بالبيت، اصلا انا ما انام بالبيت ولا قد نمت فيه!  زين كذا خالتي؟ ولا بقى شي ثاني؟"

و رحت غرفتي و سكرت الباب .


قاعد يدور في راسي الف شي ... 

لازم تروحين 
روحي اي مكان ..
روحي بعيد .. ارجعي امريكا .. صقر ناوي شر 


يمكن كل هذا صار علشان الله كاتب لنا نشوف بعض .. الله كاتب تصير كل هالصدف ..

كرهت ابو الصدفة هذي! ليت هالصدفة ماصارت ولا شفتك ولا عرفتك!! صدق كنت بصير اسعد بكثير..




...
..
.


-لطيفة

كنت بالمستشفى عند سعد عقب ماراحت مضاوي .

"سعد.. تبي اجيبلك شي؟"

سعد: "لا شكراً .."

كان ما يناظرني ، يا مسكر عيونه يا يناظر السقف.

دق جوالي .

ناظرت الشاشة ( تركي ) .

حطيته سايلنت .

سعد: "وشو مارح تردين؟"

"لا.. مو ضروري .."

سعد: "ترا انا زين الحمدلله اذا تبين ترجعين بيتكم ارجعي .."

"لا ماعندي شي .."

سعد: "تجهزتي للملكة؟"

"وش دراك.؟"

سعد ابتسم و هو يناظر السقف: "لمتى بتسألين هالسؤال.."

"لا ما تجهزت .. "

سعد: "يلا لسا فيه وقت .. الله يوفقكم يارب "

"سعد"

سعد: "هلا"

"انت عادي عندك اتزوج تركي؟"

سعد: "دامك تحبينه و يحبك .. اكيد "

"انا ماحبه"

سعد: "انتي اخترتيه .. وهذا معناته تحبينه .."

جلست بجمبه و مسكت ايده: "كنت احسب اني احبه .. بس كان وهم .. ماعاد فيني مشاعر لتركي .. يوم رحتله اكتشف اني لسا ا-"

قاطعني و شال ايده: " لا .. انا لاتفكرين فيني"

"ليش"

سعد: "ما يصير"

"ليش؟ علشان مضاوي صح؟"

سعد: "وشفيها مضاوي؟"

"تحبون بعض؟"

سعد ابتسم: "مضاوي؟ مضاوي مسكينه .. تحب بدر بس موب عارفة شلون ..  "

"يعني انت ماتحبها؟"

سعد: "بعمري ماحبيت ولا بحب غير وحدة.."

"طيب؟ وليه ماتصير مع هالوحدة؟"

سعد: " مابي اظلمها معي .. بتصير سعيدة بمكان ثاني"

"واذا هي ماتبي غيرك؟"

سعد: "لطيفة .. مايهون عليّ تصيرين ٢٥ وانتي ارمله .."

"محد يعرف متى يموت .. يمكن انا اموت قبلك ماتدري "

سعد: "محد يعرف بس الدكتور قال"

"تتعالج .. نسافر سعد و تتعالج برا .. و صدقني بحطك بعيوني ولو طلبت مني قلبي عطيتك"

سعد: "لا لطيفة .. "

"انت خايف عليّ ولا ماعدت تبيني؟"

سعد: "لطيفة ردي على جوالك .. و روحيله"

"اعتبر هذا جواب؟"

سكت .

اخذت شنطتي و جوالي: "يعني خلاص؟"

سكت .

انطق باب الغرفة .

ناظرننا اثنينا.

الدكتورة منال.

الدكتورة: "عادي ادخل؟ اتمنى ما اكون قاطعت شي مهم؟"

سعد: "تفضلي دكتورة لا ابد، "

الدكتورة: "شلونك سعد؟ ان شاءلله احسن الحين؟"

سعد: "الحمدلله احسن بواجد .."

الدكتورة: "الحمدلله ، وانتي لطيفة؟ وشلونك؟"

"الحمدلله زينه .. انا استأذن ابمشي"

الدكتورة: "لحظة لحظة انا جاية ابيكم اثنينكم"

"اثنينا؟"

الدكتورة: "ايه .. عادي تقعدين شوي؟"

جلست .

الدكتورة: " تذكرين لطيفة اول مره شفنا فيها سعد؟ 
الحادث هذاك؟ سعد تذكر؟ لما قعدت لطيفة تصارخ عليك وانت مو مسوي شي ؟ " و ضحكت .

الدكتورة: "تذكرون يوم كلاس الرقص اللي فضحتونا فيه؟ قعدتوا تتهاوشون و طلعتوا من الكلاس؟ "

الدكتورة: "تذكر سعد يوم كنت تضايق لطيفة بعطرك و ترشه بعيونها؟"

الدكتورة: "تذكرين يوم خربت السيارة علينا؟ ترا كان سعد اللي مخربها .. علشان تركبين سيارته غصب.. و يوم امك قالت لك انا ماخذه السواق كنت انا محاكيتها و قلتلها تقول كذا " و ضحكت .

الدكتورة: "تذكرين لطيفة يوم جيتيني و قلتيلي اشوف اذا سعد مريض نفسي و كنتي بتاخذينه لشيخ يقرا عليه؟" 

الدكتورة: "بالله عليكم ما اشتقتوا لهذيك الايام؟ انا مره اشتقت.."

عيوني كانت تدمع .. 

تذكرت كل شي .. 
تذكرت المشاعر اللي كنت احس فيها وقتها .. 
كيف كنت اكره سعد و احبه بنفس الوقت .. 
كيف كنت موب فاهمته .. 
كيف كان يقهرني لما يسوي نفسه فاهم .. 
كيف كنت اصارخ عليه المسكين و يسكت .. 

ناظرت سعد لقيته هو بعد عيونه تدمع .
و مبين انه قاعد يحاول يوقفها .

الدكتورة: " صدق كنتوا احلى فترة بحياتي .. لطيفة ماكانت حالها حال اي مريضة ثانية .. كانت مسوية لي اكشن بحياتي .. اكشن حلو .. و سعد كان متعبني واجد .. كان هو بعد مسوي اكشن .. "

سكتت شوي الدكتورة ونزلت راسها .

الدكتورة: "مايصير نعيد هذيك الايام؟"

فتحت فمي ابي اتكلم ولا تكلم سعد .

سعد: " لا . يمكن الايام هذي موب حلوة الا علشانها ذكريات .. يمكن لو عدناها مايصير لها طعم .. المشاعر ماتكون نفسها"

الدكتورة ابتسمت: "المشاعر اكثر"

"لا دكتورة .. سعد مايبي .. مايبي يتذكر ولا يبي يعيش هالذكريات مره ثانيه"

سعد: "اوه صار سعد اللي ما يبي؟"

"ايه سعد اللي مايبي، صارلي ساعة احاكي مين انا؟"

سعد: "و ماسألتي نفسك سعد ليه ما يبي؟"

"لانه ماعاد يحبني، المشاعر مو نفسها ولا؟ موب قلت كذا تو؟"

سعد: "و مين السبب؟"

"اعتذرت . و عرفت غلطتي و قاعدة احاول اصلحها"

سعد: "موب كل الاغلاط تتصلح"

الدكتورة: "يا شباب شوي شوي هاو شفيكم؟ بسم الله عين ماصلت على النبي توني امدح فيكم وش صار"

"انا بمشي احاكيك بعدين دكتورة"

سعد: "خليها ترد على حبيب القلب اول "

ناظرت جوالي لقيته ينور . كان سايلنت .

الدكتورة: "حبيب القلب مين؟"

سعد: "تركي، ولا ماقالت لك"

الدكتورة: "تركي؟ تركي اللي -؟"

سعد: "ايوا بالضبط، تركي الحب الاول"

ضحكت الدكتورة: "وانت غيران يعني؟ ايه خلها ترد تشوف وش يبي منها يمكن شي ضروري"

سعد: "او يمكن يسألها جهزت اغراض الملكة او لا"

الدكتورة: "ملكة وشو"

سعد: "بعد؟ ما قالت لك؟"

"سعد بلا حركات مبزرة"

سعد: "قوليلها انتي طيب"

الدكتورة: "ملكة مين وش السالفة"

سعد: "تركي و لطيفة"

الدكتورة رفعت حواجبها: "تركي؟ و لطيفة؟"

سعد: "ايه، ملكتها بعد اسبوعين الاخت و جاية تقولي تعتذر"

الدكتورة: "اه.. لطيفة شرايك نطلع نحكي برا شوي "

سعد: "لا دكتورة لاتجبرينها على شي هي موب مقتنعه فيه"

الدكتورة: "مارح اجبرها على شي، خمس دقايق و جايينك"

و طلعنا انا والدكتورة .

الدكتورة: "لطيفة وش السالفة؟"

"سمعتي السالفة منه، "

الدكتورة: "ابي اسمعها منك"

تنهدت: "كنت انا و سعد مع بعض و وش زيننا.. كنا بنتزوج و كل شي كان مره زين .. و فجأة مادري من وين طلع لي تركي .. قالي ان امه وافقت و لسا يبني و يبي يتزوجني .. ما ادري كنت متشوشه ماعرف وش ابي بالضبط .. كنت احسب اني احب تركي .. كنت احسب اني ماحبيت سعد كثر تركي .. و يوم سعد درا زعل و عصب ومدري وشو .. وانا استخرت واجد و قلت دام سعد راح معناته تركي هو الخير .. و يوم رحت لتركي اكتشفت انه تغير .. او انا تغيرت .. ماعدت احب تصرفاته .. صرت اكرهها .. و مثل مايقولون بعد فوات الاوان تحسفت.. و تمنيت اني ماتركت سعد"

الدكتورة: "طيب؟ و ليش ماترجعين له؟"

"ماشفتي وش قال تو؟"

الدكتورة: "ايه اكيد بيقول كذا، وش تبينه يسوي؟ عنده كرامه الولد مارح يرجع بسهوله "

"وش اسوي له طيب؟"

الدكتورة: "انا اعلمك وش تسوين"

...
..
.

-مضاوي-

بعد يومين .. 

مشاعل: "ما اصدق عروس و اختها ماتحضر زواجها"

"وش اسوي قلتلك ماقدر اقعد .. بعدين انتي كله كم شهر و تجين صح؟"

مشاعل: "ايه عقب شهر العسل"

"خلاص اذا جيتي نسوي عرس خربوطي بشقتي"

مشاعل: "ان شاءلله .."

ناظرت مها.

جت لمتني: "شكرا مضاوي صدق .. شكرا لانك كنتي ام ثانية لنا .. تعبناك واجد "

"لا شدعوه وش سويت"

مها: "بنشتاق لك .."

"شفيكم بتخلوني اصيح .. انتي بعد جاية مها صح؟"

مها: "ايه منصور بيروح يكمل علاجه هناك.."

"زين طيب.. صح موب كلنا بنفس الولاية بس يعني قراب من بعض .. كل ويكند تجون عندي" و ابتسمت .

مشاعل: "انتي وش بتسوين بلحالك؟"

"لاتخافين عليّ، انتو اهم شي ديرو بالكم على بعض .. و كل وحدة تدير بالها على زوجها، كيوت المبزرة بيصرون حريم والله" 

ناظرت جود .

لميتها هي بعد .

جود: "كلكم بتروحون و تتركوني .."

"لاتخافين انتي عند امك وابوك .."

جود: "بقعد بلحالي عند امي .."

"مارح تسوي فيك شي صدقيني ، بنتها مستحيل تأذيك"

جود: "ترا هي اللي من يومين راحت غرفتك و سوت السرير و قامت تفتش بالادراج و حطت الدخان على السرير"

"ايه ادري .."

جود: "اسفه .. امي اتعبتك بحياتك واجد .."

"الله يسامحها .."

جود: "مارح تجين تزورينا هنا؟"

"انتي تزوريني .. الله الله بدراستك لاتخلين شي يأثر عليك .. واذا احتجي اي شي علميني "

جود: "ان شاءالله اكيد .."

ودعت خواتي و نزلت تحت.

خالتي و ابوي كانو قاعدين .

خالتي: "الحين ماشاءلله الشقة على حساب مين"

"يبا تبي شي قبل لاروح؟"

ابوي: "سلامتك ديري بالك على نفسك، و اتصلي اذا بغيتي شي"

"ايه صح، الشقة اللي بسكن فيها انت لاتدفع اجارها زي زمان .. انا بصير ادفعلهم اياه"

ابوي: "من وينلك يبه اجار شقة؟"

"لقيت وظيفة هناك و ان شاءلله ابقدر"

ابوي: "طيب اذا بغيتي شي علميني ،"

"ان شاءلله .. يلا مع السلامة.."

ركبت السيارة و رحت المطار .

جيتي كانت غلط .. 
ولاشي صح صار بحياتي من جيت هنا ..
من جيت والمشاكل تجيني من كل جهة ..
يمكن كان المفروض اقعد هناك من البداية ولا ارجع ..

ركبت الطيارة .

جلست جمب الشباك كالعادة .

ناظرت من الشباك .

مابعد طارت الطيارة .

ابي من تطير انسى كل شي تحتها .. 
انسى كل شي صار .. 
كأني ما جيت هنا ولا صارت لي اي ذكريات ..
كأن امي و خواتي و ابوي بالبيت مشتاقين لي .. 
كاني عندي محاضرة بعد شوي و قاعدة اقوم اسما من النوم ..
كأني عايشة حياتي الطبيعية بامريكا قبل لا افكر ارجع لأهلي .. 


-" يعني كل مره بسأل عن الشنطة؟ يا excuse me "

التفت وراي .

بدر.

"وش تسوي هنا انت"

بدر: "مسافر وش اسوي يعني، و هذا مقعدي"

"بدر انزل صدق لو سمحت"

بدر: "انزل؟ ليش طيارة سعود هي؟"

"سعود مين؟"

بدر: "سعود ابوك! شوي شنطتك وخريها لو سمحتي ابجلس متأخر و بيطيرون بعد شوي"

شلت شنطتي . 

و جيت ابقوم من مكاني .

بدر: "وين بتروحين"

"بنزل من الطيارة وخر!"

-: "لو سمحتي اختي اقعدي الطيارة راح تقلع الحين"

"ابنزل"

-: "ماتقدرين سكرنا الابواب و المحركات اشتغلت الحين من فضلك اختي اقعدي مكانك و اربطي حزام الامان، " ومشى

ناظرني بدر: "زي ماقال ، من فضلك" و ابتسم.

جلست على الكرسي و جلس بدر بجمبي .

"ممكن بس نقلع تغير كرسيك؟ و من جدي قاعدة اتكلم لو سمحت بدر لاتعاند"

بدر: "كسبنا القضية انا و سعد .. صقر انسجن و عادل بعد .."

مارديت .

بدر: "انا بدفع غرامة علشاني ساعدت صقر"

مارديت .

بدر: "وانا جاي الحين ماعرف وين بنروح .. ماعرف وين بسكن .. تصدقين ان حتى شنطة ماجبت معي .. ماجبت ولا شي .. "

"ممكن تسكت شوي؟ "

بدر: "قلتي انها تسامحه علشانها تحبه .."

ناظرته مستغربة عن وشو يحكي؟

بدر: "القصة اللي كنتي تقرينها و حنا جايين بالطيارة .. المبتعثين اللي يحبون بعض و هو كله يخونها و تسامحه .. اذكر اني قلت انها غبية .. وانتي دافعتي عنها وقلتي يمكن تسامحه علشانها تحبه و ماتبي تخسره .. تذكرين؟"

مارديت .

بدر: "قلتلك ان الخيانه خيانه و الكذب كذب .. و قلتيلي انه بتغير كلامك مع الايام .. و هذاي غيرته .. الخيانه والكذب احيان مايكونون بأيد الواحد .. ممكن يخون او يكذب و عقبه يتحسف كثر شعر راسه .."

بدر: " و اسحب كلامي البنت موب غبية.. انا الغبي"

ضحكني وانا صدق زعلانه: "شدخلك انت"

سكت و ناظر عيوني: "مين كان يتوقع ان البثره اللي جلست بجمبها بالطيارة تاخذ عقلي و قلبي و ماصير افكر بأحد غيرها .."

"انت البثر"

مد ايده: "نبدا من جديد؟"

"بدر انا مسافرة ابي انسى كل شي عشته هنا"

بدر: "انا بعد، علشان كذا قاعد اقولك نبدا من جديد.. خلي هالرحلة كأنها اول رحلة لنا .. كأننا اول مره نشوف بعض .. و عقبها نعجب ببعض، نحب بعض،  و تبدا قصتنا "

"وش يخليني اضمن انك -"

بدر: "اوعدك، مافيه شي يمنعني الحين، مافيه شي يوقف بوجهي، انا جاي انسى اكثر منك، انا ملابس ماجبت" وضحك.

ابتسمت .

بدر: "ايدي لو سمحتي صارلها شوي تنتظر"

حطيت ايدي بأيده. 

اسحب كلامي .. فيه شي واحد بس صارلي حلو من رجعت ..
بدر .. كان الشي الوحيد الحلو اللي طلعت فيه من رجعتي ..


...
..
.


عقب سنتين ... 

انطق الجرس .

اسما: "انت وبعدين معاك؟ كل يوم بصبح على ويهك؟"

بدر: "اشششش كل يوم بصبح على صوتك المزعج! موب جاي علشانك انا، جاي اشوف خطيبتي و اصبح عليها"

اسما: "مالت عليك انت و خطيبتك، مو كافي بتطردني من الشقة"

دخل بدر .

بدر: "وين مضاوي"

اسما: "داخل بالمطبخ"

مضاوي: "هنا بدر تعال"

بدر: "صباح الخير يا احلى مضاوي بالدنيا"

مضاوي: "صباح النور" 

اسما: "شرف الأخ، مادري يعني كل يوم تقول نفس الحجي و بعدين ؟ زهقت البنيه منك خلاص"

بدر: "شتبين انتي غيرانه؟"

مضاوي: "ودي يوم يمر وما اسمعكم تتهاوشون ودي!"

اسما: "غيرانه من شنو؟ لا حبيبي انا مخطوبة اغار منكم ليش"

مضاوي ضحكت .

اسما: "صج ترا لاتضحكين"

بدر: "و من تعيس الحظ؟"

اسما: "انت مالك شغل"

مضاوي: "مين صدق؟" 

اسما: "ولد عمتي اللي قلتلج عنه .."

مضاوي: "امانه كيوت مبروووك ماقلتيلي"

اسما: "مو خطيبج ما يخلي الواحد يقعد و يسولف على راحته!"

بدر: "الله يعينه والله امه داعيه عليه هالولد"

اسما: "و بعد يوم قلتله انكم بتاخذون الشقة هذي قالي اسأل اذا فيه شقق قريبة ، و الشقة اللي قدامنا فاضية .. عطيته رقم صاحب العمارة و اتفق معه، عقب شهرين نسكن فيها"

بدر: "تسكنين وين!!! تمزحين صح!! انا ماصدقت على الله افتك منك!!"

مضاوي: "بدر .. حرام اسكت"

اسما: "خل ريلي يوصل بس بعلمه بخليه يأدبك " و راحت غرفتها .

مضاوي: "بدر حرام عليك"

بدر: "سمعتي وش قالت؟ بتسكن قدامنا؟ مضاوي هذي فازت عليك بالبثاره ! بثره و لسانها طويل و ملقوفه والله ماتحملها انا تصير جارتنا"

مضاوي: "والله عاد بثره ولا مو بثره هذي اعز صديقة عندي، هذي بحسبة مشاعل و مها "

بدر: "طيب بتتزوج قبلنا الحين هذي؟ حنا متى؟"

مضاوي: "مادري ان شاءلله"

بدر: " اعرف شيخ هنا .. شرايك نجيبه و نتزوج؟"

مضاوي: "هاو شلون لازم ولي امر و شهود و مدري وشو مايصير"

بدر: "اكلم عمي الحين طيب، اقوله ابي اتزوج بنتك الحين و لو ماعطيتني اياها الحين بخطفها صدق"

مضاوي: "تخطفها اجل؟"

بدر: "ايه اخطفها "

ضحكت مضاوي : "روح روح بس جيب خبز ماعندنا خبز على الفطور"

بدر: "الحين اقولك نتزوج تقولين خبز؟"

مضاوي: "ايه مو تبي تتزوج قاعدة ادربك انا على الزواج، بسرعة خبز بدر صدق" وضحكت .

راح بدر.

فتحت جوالي اناظر صور خواتي .. 

مشاعل و مساعد و منيره بنتهم..
ابتسمت.. مين يصدق مشاعل الخبله صارت ام .. 

شفت الصورة اللي بعدها .. 
مها و منصور و كرشة مها ..
ابتسمت .. و مها حامل بمنيره .. 


دمعت عيوني .. 
تمنيت امي تكون موجودة و تشوف بناتها شلون صارو .. 
تشوف منيره الصغيرة بنت مشاعل.. 
و تنتظر معنا منيره بنت مها اللي مابعد جت.. 


-لطيفة

"ريم قومي شوفي الباب!!"

فتحت ريم الباب .

امي: "ها يمة لطيفة شلونك؟ شلون ظهرك خفت عليك امس لما قلتيلي"

"والله للحين موب قادرة اتحرك يمه .. مره متعبني هالحمل موب نفس اللي قبله .."

امي: "ايه ماشاءالله هذي الظاهر سمينه شوي"

"ايه هي تسمن وانا اللي اتعب"

امي: "وش بتسمونها ما اتفقتوا انتي و سعد؟"

"الا قلنا منال"

امي: "ريم و منال.. حلوين "

جت ريم تركض من بعيد: "ماما هذي وشو العروسة"

و جايبة معها التمثال حق ريم القديم ..

"عطيني اياها لا تطيح منك شوي شوي!!!"

ضحكت امي: "هذي اللعبة يا حبيبتي كانت بتجلط جدتك والله كانت تذبحني ودي اقطها بالزبالة!"

"يمه لاتقولين كذا قدامها تقوم تقطها صدق"

امي: "ايه لا يمه ريم هذي تدرين وش اسمها العروسة اصلاً؟ اسمها ريم مثلك"

انطق الباب مره ثانية .

"ريم روحي شوفي هذا اكيد ابوك"

راحت تركض و فتحت الباب و لمت سعد.

سعد: "اوه خالتي عندنا"

امي: "ايه جيت اشوف لطيفة تقول تعبانه"

سعد: "ايه والله شفتي ياخاله، امس ماقدرنا ننام بالليل.. اخاف تولد ولا شي .."

امي: "لا لا بقى كم شهر ماتولد الحين .. بس خليك جالسة انتي و ارتاحي طبيعي الالم .. انا بمشي ابوك ينتظرني بالبيت تبون شي؟"

"لا سلامتك يمه .."

سعد: "سلامتك مع السلامة ياخاله"

راحت أمي .

سعد: "للحين تعبانه؟"

"لا خف شوي، انت شلونك؟ رحت الدكتور؟"

سعد: "ايه رحت و قال التحاليل زينه"

"الحمدلله يارب زين .."

سعد ظل يتعالج من طلعنا من المستشفى .. 
و الحمدلله صارلنا سنتين .. 
جبت ريم و الحين حامل بمنال .. 

و هذي كل قصتي .. 
صدق صدق ريم اتمناك موجودة .. 
كل شي عندي بحياتي الحمدلله .. 
بس ناقصتني انتي .. 
الله يغفرلك و يرحمك و يجمعني فيك بجنات النعيم .. 



       *   *    *        الــنــهـــــايــة       *   *    *